306

Minhaj Muttaqin

كتاب منهاج المتقين في علم الكلام(للقرشي)

والجواب عنها أن ظاهرها متروك بالإجماع لأنه تعالى شيء، ولم يخلق نفسه، وكذلك علمه وقدرته وسائر المعاني القديمة، وإذا سقط تعلقهم بالظاهر فليسوا بالتأويل أحق منا وهو معارض بقوله تعالى: {وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير}، وقوله: {وتخلقون إفكا وقوله أحسن الخالقين}. ومنها قوله: {أم جعلوا لله شركاء} /205/ خلقوا كخلقه.

والجواب لا يعلق بظاهرها لوجوه أما أولا فلأنه إنما نفى أن يخلق غيره مثل خلقه وهو متفق عليه، وأما ثانيا فلو كان إثبات الخلق لغيره يقتضي الشركة لكان قد أثبت لنفسه شريكا بقوله أحسن الخالفين ونحوها مما تقدم، وبعد فهي تعارضه بقوله: {أحسن كل شيء خلقه} فإن ظاهر هذه تدل على أنه لا يفعل القبيح ولا يحتمل التاويل، على أن ذلك وارد عليهم في الكسب. ومنها قوله تعالى: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} وقوله: {والذين تدعون من دونه لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء}.

والجواب: لا يعلق لهم بظاهرها؛ لأن ظاهرها إنما ينفي المساوة بين من يخلق ومن لا يخلق وأن الأصنام التي تعبدونها غير حية، ولا خالقه بل هي مخلوقة، وكل ذلك مجاب إليه، وليس في الآية دليل على أن غير الله تعالى لا يفعل، وأما الخلق فقد بينا أنه لا يصح إطلاقه إلا على الله تعالى، فنحن قائلون بمقتضى الآية.

ومنها قوله تعالى: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} وأفعاله العباد من الأشياء.

Bogga 312