============================================================
وأما إذا أرذنا تحديدها على موضوع علم الشرع.. فنقول : حد الثقوى الجامع : تنزيهآ القلب عن شر لم يسبق عنك مثله ، بقؤة العزم على تركه ، حتى يصير ذلك وقاية بينك وبين كل شر .
ثم الشرور ضربان : شرؤ أصليي، وهو ما نهي عنه كالمعاصي المحضة، وشرە غير أصلي، وهو ما نهي عنه تأديبا، وهو فضول الحلال، كالمباحات المأخوذة بالشهوات.
فالأولى تقوى فرضي ، يلزم بتركها عذاب النار ، والثانية تقوى خير وأدب، يلزم بتركها الحبس والحساب ، والتعيير واللوم؛ فمن أتى بالأولى.. فهو في الدرجة الدنيا من التقوى ، وهي منزلة مستقيمي الطاعة ، ومن أتى بالأخرى.: فهو في الدرجة العليا من التقوى ، وذلك منزلة مستقيمي ترك المباح.
فإذا جمع العبد بينهما - أعني : اجتناب كل معصية وفضول - فقد أستكمل معنى التقوى ، وقام بحقها، وجمع كل خير فيها ، وهذا هو الورع الكامل الذي هو ملاك أمر الدين ، وذلك منزلة الأدب على باب الله تعالى ، فهلذا معنى التقوى وبيانها في الجملة ، فافهمه موفقا إن شاء الله تعالى.
فإن قلت : ففصل لنا الآن هلذا المعنى في النفس وأستعماله فيها؛ فإن الحاجة جاءت من هنالك؛ لنعلم كيف نلجم هذه النفس بهذا المعنى الذي فصلت من حقيقة التقوى : فأقول : أجل، إنما تفصيله في أمر هذه النفس أن تقوم عليها بقوة العزم ، فتمنعها عن كل معصية، وتصونها عن كل فضول.
فإذا فعلت ذلك .. كنت قد اتقيت الله تعالى في عينك وأذنك، ولسانك وقلبك، وبطنك وفرجك، وجميع أعضائك، وألجمتها بلجام التقوى، ولهلذا الباب شرخ يطول، وقد أشرنا إليه في كتاب 8 إحياء علوم الدين" .
وأما الذي لا بد منه هلهنا فأن نقول : من أراد أن يتقي الله تعالى.. فليراع الأعضاء الخمسة؛ فإنهن الأصول ، وهي : العين ، والأذن، واللسان، 104
Bogga 104