236

Minhajul Caabidiin

منهاج العابدين

Noocyada

============================================================

فتاق (في أن حسن التعامل مع نعم الله تعالى سبب للاستقامة والاستزادة] وجملة الأمر : أنك إذا أحسنت النظر في منن الله تعالى العظام عليك ، وأياديه الجسام الكرام لديك، التي لا يحصرها قلبك، ولا يحيط بها وهمك، حتى خلفت هذذه العقبات الصعاب، فوجدت العلوم والبصائر، وتطهرت من الأوزار والكبائر، وسبقت العوائق، ودفعت العوارض، وظفرت بالبواعث، ال وسلمت من القوادح، فكم حصل لك فيها من خصلة شريفة، ورتبة منيفة، أولها التبصير والتعريف، وآخوها التقريب والتشريف، فتأملت فيها بمقدار عقلك وتوفيقك، وشكرت الله جل جلاله على قذر طوقك؛ بأن يشغل لسانك بحمده وثنائه، ويملأ قلبك بعظمته، ويبلغك مبلغأ يحول بينك وبين عصيانه، ويبعثك على الخدمة له بما أمكنك، أو بسعة طاقتك، معترفا بالقصور عن حق انعامه وإحسانه، وكلما أغفلت شكره أو فترت أو زللت.. عاودت وآجتهدت، وتضرعت إليه وابتهلت وتوسلت، وقلت : يا ألله، يا مولاي؛ كما بدأت بالإحسان بفضلك من غير أستحقاق.. فأتمثه بفضلك أيضأ من غير أستحقاق، وتناديه بنداء الأولياء الذين وجدوا تاج هدايته ، وذاقوا حلاوة معرفته، فخافوا على أنفسهم حرقة الطرد والإهانة، ووحشة البعد والضملالة، ومرارة العزل والإزالة، فتضرعوا بالباب مستغيئين ، ومدوا إليه الأكف مبتهلين ، ونادوا في الخلوات مستصرخين : ربنا لا ترغ قلوينا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لانك رحمة إناك أنت الوهاب} قلث أنا : تقديره والله اعلم : أنا وجذنا منك نعمة فطمعنا في أخرى؛ لأنك أنت الجواد الوهاب الكريم، فكما وهبت لنا مزية الإنعام في الابتداء. . فهب لنا رحمة الإتمام في الانتهاء ، أما تسمع - ويحك - أن أول دعاء علمه رت العالمين عباده المسلمين الذين أصطفاهم من بين خلقه هذا الدعاء؛ قوله تعالى : 27

Bogga 270