232

Minhajul Caabidiin

منهاج العابدين

Noocyada

============================================================

والقره اب العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنايهه أزوجا منهو} الآية؟

تقديره : أن كل من أوتي القرآن العظيم حق له ألا ينظر إلى الدنيا الحقيرة نظرة باستحلاء واستحسان قط ، فضلا عن أن يكون له فيها رغبة ، وليلزم الشكر لله على ذلك؛ فإنها الكرامة التي حرص خليله إبراهيم صلوات الله على نيئتا وعليه أن يمن بها على أبيه فلم يفعل، وحرص حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يمن بها على عمه أبي طالب فلم يفعل: وأما حطام الدنيا : فإنه يصئه على كل كافر وفرعون، وملحد وزنديق، وجاهل وفاسق ، الذين هم أهون خلقه عليه ، حتى يغرقوا فيه ، ويصرفه عن كل نبي وصفي، وصديق وعالم وعابد، الذين هم أعز خلقه عليه، حتى إنهم لا يكادون يصيبون كسرة وخرقة، ويمن عليهم بألأ يلطخهم بقذرها، حتى قال عز من قائل لموسى وهارون عليهما السلام : ( ولو أشاء أن أزينكما بزينة يعلم فرعون حين يراها أن مقدرته تعجز عنها.. لفعلت ، وللكني أزوي عنكما الدنيا وأرغب بكما عنها ، وكذلك أفعل بأوليائي ، وإني لأذودهم عن نعيمها كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة، وإني لأجنبهم سلوتها وعيشها(1) ، وليس (2 ذلك لهوانهم علي، ولكن ليستكملوا حظهم من كرامتي)(2).

وقال تعالى : ( ولؤلا أن يكون الناش أتة وحدة لجعلنا لمن يكفر بالرمن ابيوتهم سقفا من فضة الآيتين .

فانظر الفرق بين الأمرين إن كنت مبصرا ، وقل : الحمد لله الذي من علينا بمنن أوليائه وأصفيائه، وصرف عنا فتنة أعدائه، لنحظى ونخص بالشكر الأوفر ، والحمد الاكبر، والمنة الكبرى، والنعمة العظمى التي هي الإسلام ، فإنها الأؤلى والأحرى بألا تفتر ليلك ونهارك عن شكرها ، فإن كنت عاجزا عن عرفان قذرها.. فاعلم بالحقيقة أنك لو خلقت من أول الدنيا ، وأخذت في شكر

Bogga 266