205

Minhajul Caabidiin

منهاج العابدين

Noocyada

============================================================

على فعله من أن يقع على وجه لا يصلح لله ولا يقع منه موقع الوضا، فتذهب عنه القيمة التي حصلت له ، ويعود إلى ما كان في الأصل من الثمن الحقير من دراهم أو دوانق، وأحقر وأخس من ذلك : ومثاله : أن العنقود من العنب ، والإضبارة من الريحان (1)، يكون قيمثه في الشوق دانقا، فإن أهداه واحد إلى ملك مع خسته، فوقع منه موقع الرضا..

فيهب له على ذلك ألف دينار؛ لما وقع من الملك موقع الرضا، فصار ما قيمته حبة بألف دينار، فإذا لم يرضه الملك ورده عليه. . رجع إلى قيمته الخسيسة من حبة أو داني، فكذلك ما نحن فيه، فتنبه وأبصر منة الله تعالى، وصن فعلك عما يشينه عند الله عز وجل: والأصل الثاني : ما تعلم أن الملك في الدنيا إذا أجرى على أحد جراية ؛ من طعام أو كسوق، آو دراهم آو دنانير معدودة فانيةآ. فإنه يستخدمآه بضروب الخدمة آناء الليل والنهار ، مع ما في ذلك من ألذل والصغار، ويقوم على رأسه حتى تخدر رجلاه، ويسعى بين يديه إذا ركب ، وربما يحتاج أن يكون على بابه طول الليل حارسا، وربآما يبدو له عدؤ ، فيحتاج أن يقاتل عدوه ، فيبذل روحه التي لا خلف عنها لأجله، ويحتمل كل هذذه الخدمة والكلفة والخطر والضرر لأجل تلك المنفعة النكدة الحقيرة ، مع أنها بالحقيقة من الله تعالى ، وإنما هو بمنزلة سبب في ذلك، فربك الذي خلقك ولم تك شيئا ، ثم رياك فأحسن التربية، ثم أنعم عليك من النعم الظاهرة والباطنة في دينك ونفسك ودنياك ما لا يبلغ كنهها فهمك ووهمك ، قال عز من قائل : { وإن تعدوا تعمت الله لا تحضوها}، ثم إنك تصلي ركعتين مع ما فيهما من المعايب والافات، ومع ما وعد عليهما في المستقبل من حسن الثواب وضروب الكرامات، حتى تستعظم ذلك وتعجب به، فليس هذا من شأن عاقل إذا نظرت، فهذه هلذه .

والأصل الثالث : أن الملك الذي من شأنه أن تخدمه الملوك والأمراء ،

Bogga 239