Minhaj al-Talibin wa-Bulugh al-Raghibin
منهج الطالبين وبلاغ الراغبين
Noocyada
فإن سأل سائل فقال: أخبروني عن الله تعالي ما هو؟ فيقال له: إن أردت بما هو؟ أن تسميه، وتصفه؛ فهو الله الواحد الأحد الفرد الصمد، العالم القادر الحي السميع البصير، الرحمن الرحيم، الرؤوف الكريم اللطيف الخبير العزيز الحكيم.
وإن أردت بقولك الدلالة عليه، فالسموات، والأرض، وما بينهما من آثار صنعه، وتدبيره دالة عليه، وقد قال الله سبحانه وتعالي: " أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق " وقال: " أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء "، وقال: " أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة "، وأشباه هذا في القرآن كثير؛ دلالة على الله أنه خالق، ورازق، وصانع، ومدبر، وأنه ليس له مثل، ولا شبه، ولا نظير.
وإن أردت: ما هو من أي الأجناس؟ فالله تعالي ليس بذي جنس مؤلف ولا صورة، لأنه قال: " هو الله الخالق البارئ المصور " لكل شيء، " ليس كمثله شيء "، " له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ".
فصل:
ولا يوصف الله يفوق، ولا بأسفل، ولا صمد، ولا نزل، ولا قام، ولا قعد، لا استيقظ ولا نام، ولا سها ولا غفل، ولا لها، ولا ذهل، ولا شك ولا جهل، ولا هوى، ولا عشق، ولا جن، ولا شقق، ولا أسف، ولا ندم، ولا وجد بعد عدم، ولا شعر بعد جهل، ولا يقال: فقيه ولا خطيب ولا فصيح، ولا أديب ولا بليغ، ولا أريب، ولا شجاع، ولا سخي، ولا كامل، ولا ذكي ولا فاضل، ولا زكي، ولا حسن، ولا جميل، ولا قطن، ولا نبيل، ولا صديق، ولا خليل، ولا شريف، ولا رفيع، ولا فهيم، ولا ظريف، ولا صالح، ولا نظيف، ولا محتمل، ولا صبور، ولا متين، ولا وقور، ولا محب، ولا وامق، ولا ساكت، ولا ناطق، ولا ضاحك، ولا مغتاظ.
Bogga 266