99

============================================================

الكلام، مع أنه أنكره كثير من السلف الكرام وكذا بعض من الخلف الفخام، ومتهم ابن حزم ذهابا إلى الجزم بأن القديم في لغة العرب التي نزل بها القران هو المتقدم على غيره، فيقال هذا قديم للعتيق، وهذا حديث للجديد لا القدم الذي لا يسبقه العدم؛ ففي التنزيل قوله تعالى: (عاد كالعرخون القدير) [يس: 39]، قيل: وهو الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني، فإذا وجد الجديد قيل للأول قديم، وقوله تعالى: { وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذذا إفك قدي) [الأحقاف: 11]، أي متقدم في الزمان.

ثم لا ريب فيه أنه إذا كان مستعملا بمعنى المتقدم فمن تقدم على الحوادث كلها فهو أحق بالتقدم من غيره، لكن أسماء الله تعالى هي الأسماء الحسنى التي تدل على خصوص ما يمدح به، والتقدم في اللغة مطلق لا يختص بالتقدم على الحوادث كلها، فلا يكون من الأسماء الحسنى، وجاء الشرع باسمه (الأول )، وهو أحسن من (القديم) لأنه يشعر بأن ما بعده ايل إليه متابع بخلاف (القديم)، إلا أنه لما كان الله سبحانه ال وتعالى هو الفرد الأكمل في معنى القديم المتناول للأول فأطلقه المتكلمون عليه فتأمل.

ثم (القيوم) يدل على معنى الأزلية والأبدية ما لا يدل عليه لفظ القديم، ويدل آيضا على كونه موجودا بنفسه، وهو معنى كونه واجب الوجود؛ ولهذا المينى المشتمل على حقائق المعنى قيل: { الحي القيوم) هو الاسم الأعظم، ويؤيده ما صح عنه كل "أن قوله تعالى: ( الله لا إلله

Bogga 99