============================================================
لم يزل عالما بعلمه، والعلم صفة في الأزل، وقادرا بقذرته، والقذرة صفة في الأزل، ومتكلما بكلامه، والكلام صفة .....
تعالى إخبار عن إرسال نوح مطلقا، وذلك الإخبار موجود أزلا باق أبدا، فقبل الإرسال كانت العبارة الدالة عليه إنا نرسل، وبعد الإرسال إنا أرسلنا، فالتغيير في لفظ الخبر لا في الإخبار القائم بالذات، وهذا كما تقول في علمه تعالى إنه قائم بذاته سبحانه وتعالى أزلا العلم بأن نوحا مرسل وهذا العلم باق أبدا، فقبل وجوده علم أنه سيوجد وبعد وجوده علم بذلك العلم أنه وجد وأرسل، والتغيير في المعلوم لا في العلم.
ال (الم يزل عالما بعلمه)، أي بعلمه الذي هو صفته الأزلية لا بعلم لاحق يلزم منه جهل سابق، وهذا معنى قوله: (والعلم صفة في الأزل)، يعني وما ثبت قدمه استحال عدمه، فعلمه أزلي(1) أبدي منزه عن قبول الزيادة والنقصان، بخلاف علوم أرباب العرفان.
(وقادرا بقدرته)، أي بقدرته التي هي صفته الأزلية لا بقدرة حادثة في الأمور الكونية (والقدرة صفة في الأزل)، وكذا نعته في المستقبل.
(ومتكلما بكلامه)، أي الذاتي القدسي (والكلام)، أي النفسي (صفة (1) فعلمه أزلي، لأنه صفة كسائر صفاته جل جلاله وما يوهم علم الله لأشياء تحدث، فان المراد إظهار اصله او ظهور علم الله تعالى. قال الله تعالى: و يتقلر الله من يخائده بالفيج) [المائدة:94] ليظهر . وليعلمن الله الزي مامثوا وليعلمن المكفقير ([العنكبوت: 11]، قال الشيخ إسماعيل حقي: فجوهر الإيمان والنفاق المودع في القلب إنسما يظهر بالصبر أو التزلزل عند البلاء والمحنة. تنتوير الأذهان 162/3 .
Bogga 90