============================================================
الإيمان به أيضا، ودليله قوله سبحانه وتعالى: ثرايكزيوم القيكمة تعثو) [المؤمنون : 16]، وقوله سبحانه: قل يحييها الذى أنشاها أول متة [يلس: 79].. إلى غير ذلك من النصوص القاطعة والأدلة اللامعة.
قال في المقاصد: وبالجملة، فالايمان بالحشر من ضروريات الدين وإنكاره كفر باليقين.
فإن قيل: هذا قول بالتناسخ وهو انتقال الروح من بدن إلى بدن فإن البدن الثاني ليس هو الأول، لما ورد في الحديث: "إن أهل الجنة جرد مرد(1)، وإن الجهنمي ضرسه مثل أحده، ولأجل هذا المعنى - وهو أن القول بالمعاد وحشر الأجساد قول بالتناسخ - قال جلال الدين الرومي رحمه الله: ما من مذهب إلا وللتناسخ فيه قدم راسخ.
فالجواب أنه إنما يلزم التناسخ(2) لو لم يكن البدن الثاني مخلوقا من (1) (إن أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم): الترمذي، ابواب صفة الجنة. وهو حسن غريب.
(2) التناسخ: هو تقل النفس الناطقة من بدن إنسان إلى بدن إنسان آخر. يقول به المنكرون للمعاد الجسماني، ويزعمون أن التفوس الناطقة إنما تبقى مجردة عن الأبدان إذا كانت كاملة بحيث لم يبق شيء من كمالاتها، وقيل: ربما نزلت الأرواح إلى الحيوان فيسمى مسخا كالأسد للشجاع، والأرنب للجبان، وربما نزلت إلى الأجسام النباتية ويسمى ذلك رسخا... إلخ. انظر: كشاف اصطلاحات القنون، للتهاتوي 1380/3، وقال الفخر الرازي: قال أهل التناسخ
Bogga 58