============================================================
أقول: فابتداء كلامه سبحانه وتعالى في الفاتحة بالحمد لله رب العالمين، يشير إلى تقدير توحيد الربوبية المترتب عليه توحيد الألوهية المقتضي من الخلق تحقيق العبودية، وهو ما يجب على العبد أولا من معرفة الله سبحانه وتعالى. والحاصل آنه يلزم من توحيد العبودية توحيد الربوبية(1) دون العكس في القضية لقوله تعالى: ولين سألتهم من خلق السموت والأرض ليقولن الله) [الزمر: 38]، وقوله سبحانه حكاية عنهم : ما نعبدهم إلا ليقريونا إلى الله زلفى) [الزمر: 3] .
بل غالب سور القرآن وآياته متضمنة لنوعي التوحيد، بل القرآن من أوله إلى آخره في بيانهما وتحقيق شأنهما.
فإن القرآن: اماخبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري(2) .
(1) توحيد العبودية وتوحيد الربوبية، يعني جعل العبادة لله تعالى، والربوبية من نسبة الخلق والرزق والإحياء والأمانة إلى الله تعالى. والحق أن الرب والإك يردان بمعنى واحد في كتاب الله تعالى، وليس أن الخلق جميعا يعرفون الرب، ال ولكن قد يؤلهون غيره، فقد جاء في كتاب الله تعالى على لسان فرعون قوله: (فقال أنأ ريݣم الاعل) [النازعات : 24]، وجاء على لسان يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: ( ،أرباث تتفرقوب خير أر الله الوحد القهار) (يوسف: 39] .
وجاء في سؤال القبر أنه يقال للميت: من ربك؟ ويجيب المؤمن: الله ريي: وانظر: براءة الحنيفية، للعلامة محمد العربي البتاني المكي، رحمه الله تعالى /28 وما بعدها.
(2) التوحيد العلمي الخبري، هو ما ثيت بدليل قطعي لا شك به، كأركان الإيمان =
Bogga 49