379

============================================================

شرح العقائد بأن الكافر لا يدعو الله تعالى لأنه لا يعرفه؛ ففيه أنه قد ورد في حقيهم قوله تعالى: ( دعوا الله مخلصين له الرين فلما تحدهم إلى البر فسنهم مقتصد الاية [لقمان: 32] .

قال أبو حنيفة رحمه الله وصاحباه: يكره أن يقول الرجل(1): أسألك بحق فلان، أو بحق آنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام ونحو ذلك، أي ليس لأحد على الله حق. وكره آبو حنيفة ومحمد ال رحمهما الله تعالى أن يقول الداعي: اللهم إني أسألك(2) العز من عرشك، وأجازه أبو يوسف لما بلغه الأثر فيه. قلت: قد ورد أيضا: اللهم إني أسالك(3) بحق السائلين عليك، ويحق ممشاي إليك؛ فالمراد بالحق (1) (يكره أن يقوله الرجل): جاء في الدر المختار: وكره بحق رسلك وأنبيائك.

(2) (اللهم إني أسالك بمعاقد العز من عرشك) قال العيني، قال ابن الجوزي: موضوع. انظر الكلام على هذا الخبر في البناية على الهداية للامام العيني .(286/4 قال العلامة ابن عابدين، وبحق البيت، لأن لا حق لأحد على الخالق، قد يقال لا حق لهم وجوبا على الله تعالى، لكن الله سبحانه جعل لهم حقا من فضله، أو يراد بالحق الحرمة والعظمة، فيكون من باب الوسيلة، وقد قال الله تعالى: (وأبتغوا إليه الوملة) [المائدة: 35]، وقد عد من آداب الدعاء والتوسشل على ما جاء في (الحصن الحصين).

(3) (اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك)، رواه أحمد، وابن خزيمة، وغيرهما.

وقال ابن عابدين: وجاء في رواية (اللهم إني اسألك بحق السائلين عليك. ..) الحديث، ابن خزيمة وغيره، ثم قال: قال السبكي: ولم ينكره، يعني التوسل، واحد من السلف والخلف إلأ اين تيمية فابتدع ما لم يقله أحد. اه. رد المحتار على الدر المختار ه/254.

Bogga 379