334

============================================================

ال ولا يخفى أنه لا مرية في أن مقام الإسراء أعلى وأغلى من ميقات موسى، فضلا عن مقام يونس بن متى عليه الصلاة والسلام، وإنما الكلام على آن قربه سبحانه يستوي بكل منهم في كل حال ومقام كما يدل عليه قوله تعالى: وهومعكراين ما كني [الحديد: 4]، وقوله تعالى: وتحن أقرب إليه من حبل الوريد) (ق: 16] . وأما علوه على خلقه المستفاد من نحو قوله تعالى: وهو القاهرفوق عباده،) [الأنعام : 18]، فعلو مكانة ومرتبة لا علو مكان كما هو مقرر عند أهل الستة والجماعة، بل وسائر طوائف الاسلام من المعتزلة والخوارج وسائر أهل البدعة، إلا طائفة من المجسمة وجهلة من الحنابلة القائلين بالجهة، تعالى الله عنه ذلك علوا كبيرا: وقد أغرب شارخ حيث قال في قوله تعالى: { نزل به الوح الأمين عل قليك} [الشعراء: 193-194] في ذلك إثبات صفة العلو لله تعالى.

انتهى. وغرابته لا تخفى، إذ النزول والتنزيل تعديتهما بعلى، والمراد بنزوله ها هنا من جهة السماء؛ على أن الكلام في علو الكلام على قلب الرسول ولا نزاع في هذا المقام، ولا يلزم من ذلك علو المكان للملك العلام(1).

ال وأما قوله: وكلام السلف في إثبات صفة العلو كثير جدا بعد ما ذكر على نفي علو الله) : يقال له: قال أهل السنة: المراد بالعلو القدر والمكانة لا علو الجهة والمكان، فإن الله تعالى خالق الأماكن والجهات . كان ولا جهات ولا مكان وهو على ما عليه كان لا تحله الحوادث جل جلاله ولا تسرى عليه الأحوال: ( لتد كمثلهم شن * وهو السميع البصير) [الشورى: 11) .

(1) شرح الطحاوية لابن ابي العز 386/2، طبعة الزكي وشعيب.

Bogga 334