266

============================================================

وللكن لا يكون إيمان بلا إشلام، ولا إشلام بلا إيمان، فهما......

اليأس (1)، فالإيمان مختص بالانقياد الباطني، والإسلام مختص بالانقياد الظاهري كما يشير إليه قوله تعالى: قالت الأقاب ء امنا قل لم تؤمنوأ وللكن قولوا أشلمنا ولما يدخل الإيكن فى قلويكم) [الحجرات: 14]، وكما يدل عليه حديث جبرائيل عليه السلام حيث فرق بين الإيمان والإسلام بأن جعل الإيمان محض التصديق والإسلام هو القيام بالإقرار وعمل الأبرار في مقام التوفيق(2) .

(ولكن لا يكون)، أي لا يوجد في اعتبار الشريعة (إيمان بلا إسلام)، أي انقياد باطني بلا انقياد ظاهري، كما كان لأهل الكتاب، وكما ل وجد لأبي طالب حال الخطاب، وكما صدر لابليس حال العتاب، فلا بد من جمعهما في صوب الصواب. (ولا إسلام بلا إيمان) تأكيدا لما قبله واشارة إلى أنه يستوي تقدم الإسلام على تحقق الإيمان وعكسه في مقام الايقان، إذ ريما يتقدم التصديق الباطني ويتأخر الانقياد الظاهري كمؤمني أهل الكتاب، وربما يتقدم الإسلام ظاهرا ثم يوجد التصديق باطنا، كما لوقع لبعض المنافقين حيث سلكوا في الآخر طريق المؤمنين، ولعل هذا وجه الحكمة في قضية المؤلفة(3) .

(فهما)، أي الإسلام والايمان كشيء واحد حيث هما لا ينفكان (1) كفرعون حين ادركه الغرق، والله أعلم. قال الله تعالى: (حى إذا أدركة الغرق. ..) الآية [يونس: 90] .

(2) حديث الايمان والإسلام والاحسان، ثابت في مسلم وغيره وهو مشهور.

(3) المؤلفة قلوبهم: يعني في شأن دفع الزكاة إليهم.

Bogga 266