183

============================================================

وصفيه، ولم يغبد الصنم، ولم يشرك باللله طرفة عين قط، ولم يرتكب صفيرة ولا كبيرة قط......

ال وما أحسن قول حسان رضي الله تعالى عنه: لو لم يكن فيه ايات مبينة كانت بديهته تآتيك بالخبر الوبيانه أن ما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عنه من الجهل والكذب لمن له أدنى تمييز، بل وقد قيل: ما أسر أحد سريرة إلا اظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه، ويؤيده قوله تعالى: والله مخر ما كنتم تكنمون} [البقرة: 72] .

(وصفيه)، أي مصطفاه بأنواع من الكرامات وحقائق المقامات الدنيوية والأخروية. وفي نسخة بزيادة: ومنتقاه: أي مختاره ومجتباه من بين مخلوقاته، كما يشير إليه قول القائل: لولاه لم تخرج الدنيا من العدم.

(ولم يعبد الصنم)، أي ولا غيره، لقوله: (ولم يشرك بالله طرفة عين قط)، أي لا قبل النبوة ولا بعدها، فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون عن الكفر مطلقا بالإجماع ، وإن جوز بعضهم صدور الصغيرة بل الكبيرة قبل النبوة بل بعدها أيضا في مقام النزاع، وأما هو صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم، فكما قال الإمام الأعظم رحمه الله (ولم يرتكب صغيرة ولا كبيرة قط). وأما قوله تعالى: (عفا الله عناك لم أذنت لهر) الاية [التوبة: 43]، وكذا قوله تعالى: ما كات لنبي أن يكون لهد أسرى} الآية [الأنفال: 67]، فمحمول على ترك الأولى بالنسبة إلى مقامه الأعلى.

Bogga 183