============================================================
الحرام، للعلامة المؤرخ الشيخ قطب الدين المكي، ص 185). وقد فعل - اسماعيل - في (هراة)، موطن القاري، ما فعل، مما دفع من نجا من العلماء من القتل والذبح آن يهاجر، فكان ممن هاجر من بلاده إلى بيت الله الحرام: الإمام علي بن سلطان محمد القاري، رحمه الله تعالى. وقد دخل مكة ما بين عامي 952ه_ 973ه.
ال وفي مكة المكرمة جلس في حلقات المشايخ يرتشف من رحيقهم وينهل من معينهم. وقد شرح الله صدره في هذا المقام الذي انتقل إليه وهو جوار بيت الله الحرام، وكان لا يرى إلا ومعه كتاب أو بين يدي أستاذ، واستمر على هذا إلى حوالي عام 1003ه، حيث بدأ تأليف الرسائل والكتب، رحمه الله تعالى.
حياته وموارد رزقه: كان زاهدا في الدنيا، بعيدا عن الحكام ومجالسهم، معرضأ عن الوظائف والأعمال، وكان شديدا عليهم، حاملا على أهل البدع والضلالات في مكة المكرمة = محل إقامته -، وكان تعلم الخط العربي حتى برز فيه، فكان مورد رزقه مصحفان يكتبهما في كل عام، ويزين المصحف بعض القراءات - وهو من القراء-، فيبيع المصحفين أما أحدهما فيتقوت بثمنه طوال عامه، وأما الثاني فيتصدق بثمته، وكان ذلك يكفيه؛ إذ كان يعيش بلا زوجة ولا جارية ولا ولد ولا أهل. قال الشيخ محمد عبد الحليم النعماني: ظل الملا علي القاري قانعا بما يحصل من بيع كتبه، وغلب على حاله الزهد والعفاف والرضا بالكفاف، وكان قليل الاختلاط بغيره كثير العبادة والتقوى، شديد الإقبال
Bogga 18