169

============================================================

علم الله بعدمه، فهم في عدم إيمانهم عاصون من وجه طائعون من وجه. ولعل هذا المعنى يستفاد من قوله تعالى: { ولهو أستلم من في السكوات والأرض طؤعا وكرها} ([آل عمران: 83]، أي انقاد فيما أراد ربت العباد، وسر القدر مخفي على البشرفي الدنيا، بل في العقبى فتدبر. قال الله تعالى: ثتل فلله الحجة البلغة فلو شاء لهددكم أجمعين) [الأنعام: 149].

ال والحاصل أن الاستطاعة صفة يخلقها الله عند اكتساب الفعل بعد سلامة الأسباب والآلات، فإن قصد العبد فعل الخير خلق الله تعالى قدرة فعل الخير، وإن قصد العبد فعل الشر خلق الله قدرة فعل الشر، فكان العبد هو المضيع لقدرة فعل الخير فيستحق الذم والعقاب، ولذا ذم الله المنافقين بأنهم لا يستطيعون السمع، أي لا يقصدون استماع كلام الرسول على وجه التأمل وطلب الحق حتى يعلموا ويعملوا به، بل يستمعون على وجه الإنكار.

ال وقد يقع لفظ الاستطاعة على سلامة الأسباب والآلات والجوارح كما في قوله تعالى: من أستطاع إليه سبيلا} [آل عمران: 97]، وصحة التكليف تعتمد على هذه الاستطاعة التي هي سلامة الأسباب والالات، لا الاستطاعة بالمعنى الأول فتأمل. مع أن القدرة صالحة للضدين عند ابي حنيفة رحمه الله، حتى إن القدرة المصروفة إلى الكفر هي بعينها القدرة التي تصرف إلى الإيمان، لا اختلاف إلا في التعلق وهو لا يوجب الاختلاف في نفس القدرة، فالكافر قادر على الإيمان المكلف به إلا أنه

Bogga 169