============================================================
ولا خلقهم مؤمنا ولا كافرا، وللكن خلقهم أشخاصا، والإيمان والكفر فعل العباد؛ يغلم اللكه تعالى من يخفر في حال كفره كافرا، فإذا آمن بعد ذلك علمه مؤمنا في حال إيمانه، من غير أن يتغير علمه وصفته.....
الإحسان وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وبعذله ترك هداية أهل الكفر والكفران، وحبب إليهم العصيان، وكره لديهم الإيمان، فسبحانه سبحانه: (كذالك يضل الله من يياه ويمدى من يشلە} [المدثر:31]، ( ومن يضلل الله فما لفرمن هاد) [الرعد: 33]، ومن يهد ألله فماليرمن مضل ) [الزمر: 37] . وهذا من أسرار القضاء بحكم الأزل { لا يتثل عما يفعل وهم يتعلو) [الأنبياء: 23] .
(ولا خلقهم مؤمنا ولا كافرا)، بالجبر والإكراه (ولكن خلقهم أشخاصا)، أي قابلة لقبول الإيمان إخلاصا، ولاختيار الكفر على توهم كونه لهم خلاصا (والإيمان والكفر فعل العباد)، أي بحسب اختيارهم لا على وجه اضطرارهم، وسبحان من أقام العباد فيما آراد.
(يعلم الله تعالى من يكفر في حال كفره كافرا)، أي وأبغضه، كما في نسخة (فإذا آمن بعد ذلك)، أي ارتكاب كفره (علمه مؤمتا في حال ايمانه)، أي وأحبه، كما في نسخة (من غير أن يتغير علمه)، أي بتغير كفر عبده وإيمانه (وصفته)، أي ومن غير آن يتغير نعته الأزلي من الغضب ال والرضاء المتعلقين بالكفر والإيمان، وإنما التغيير في متعلقهما باختلاف الزمان، بل وقد علم بإيمان بعض وكفر آخرين قبل وجودهم في عالم شهودهم، إلا أنه سبحانه من فضله وكرمه لا يعمل بمجرد تعلق علمه، بل لا بد من إظهار اختيار العبد وحصول عمله، ليترتب عليه الحساب ويتفرع 152
Bogga 154