============================================================
ومن كفر بعد ذلك فقذ بدل وغير، ومن آمن وصدق ثبت عليه ودام .
مكلف بمجرد العقل، وإنه إذا لم يصف إيمانا ولا كفرا ولم يعتقد على شيء، أي مما يكون منافيا للإيمان ولا موافقا للعصيان كان معذورا، وإذا وصف الكفر واعتمده أو عقده ولم يصفه لم يكن معذورا وكان من أهل النار مخلدا.
(ومن كفر بعد ذلك)، أي الإيمان الميثاقي (فقد بدل وغير)، أي ايمانه القطري الوهبي بالفكر الطارىء الكسبي: (ومن آمن)، أي أظهر إيمانه (وصدق)، أي في إظهاره بأن يكون إيمانه اللساني مطابقا لتصديق الجنان (ثبت عليه)، أي على دينه كما في نسخة، ال والمعنى على دينه الأصلي وفطرته الأولى (ودام )، أي على الإسلام، وهو تأكيد لماقبله، وفي نسخة: وداوم، أي واستمر عليه ولم يتزلزل لديه.
قال القونوي رحمه الله: في تفسير الاية الكريمة قولان: أحدهما قول أهل التفسير: وعليه جمع من أكابر الأثمة واكثر أهل السنة والجماعة، وهو: ما روي آن عمر رضي الله عنه سئل عن هذه الأية، فقال: سمعت رسول الله يقول: "إن الله تعالى خلق آدم(1) ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة ويعملون عمل أهل الجنة، م مسح ظهره بشماله فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقث هؤلاء للتار ال ويعملون عمل أهل النار. فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل؟ فقال ال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تعالى إذا خلق العبد للجنة (1) ران الله خلق آدم ثم مسح ظهره بيميته)، تقدم ص145.
Bogga 150