148

============================================================

أخرج مرئة ادم عليه السلام من صلبه على صور الدر، فجعل لهن عفلا، فخاطبهم وأمرهم بالإئمان، ونهاهم عن الكفر والكفران، فأقروا له بالرؤبوبية، فكان ذلك .....

ال ربكم من العباد فريق في الجنة وفريق في السعير"، فإن الحديث الجامع المانع قوله عليه الصلاة والسلام: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له"(1) .

(أخرج ذرية آدم عليه السلام)، أي طبقة بعد طبقة إلى يوم القيامة (من صلبه)، أي أولا، ثم أخرج من أصلاب أبنائه وترائب بناته نسلهم (على صور الذر)، أي على هيثة النمل الصغير بعضها بيض وبعضها سود، ال و انتشروا إلى يمين ادم ويساره (فجعل لهم عقلا فخاطبهم)، أي حين أشهدهم على أنفسهم بقوله تعالى: ألست بريكم قالوابلى) [الأعراف: 172] .

(وأمرهم بالإيمان)، أي والإحسان (ونهاهم عن الكفر والكفران، فأقروا له بالربوبية)، أي ولأنفسهم بالعبودية حيث قالوا بلى، (فكان ذلك بيمينه فاستخرج مثه ذريته، فقال خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون... وفيه فقال رجل: ففيم العمل؟ فقال رسول الله يي: "إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال الجنة فيدخله الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله للنار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به النار" . وقال القرطبي بعد أن أورده: هذا حديث منقطع الإسناد؛ لأن مسلم بن يسار لم يلق عمر. ثم قال: لكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي من وجوه كثيرة. تفسير القرطبي 315/7.

أوجز المسالك 99/14، قاله الإمام الخطابي في القدر ص 94 .

(1) (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) رواه البخاري وغيره.

146

Bogga 148