============================================================
وأيضا فالرسول في إحدى الايتين جبريل عليه الصلاة والسلام، وفي الأخرى محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم، فإضافته إلى كل منهما تبين أن الإضافة للتبليغ، إذ لو أحدثه أحدهما امتنع أن يحدثه الآخر؛ وأيضا فإن الله تعالى قد كفر من جعله قول البشر، فمن جعله قول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمعنى أنه أنشأه فقد كفر، ولا فرق بين أن يقول إنه قول بشر أو جن أو ملك، إذ الكلام كلام من قاله مبتدثا لا من قاله مبلغا.
أما ترى أن من سمع قائلا يقول: قفا تبك من ذكرى حبيب ومنزل* قال: هذا شعر امرىء القيس.
وان سمعه يقول: "إنما الأعمال بالنيات"(1)، قال: هذا كلام الرسول وإن سمعه يقول: الحمد لله رب العكلمين ([الفاتحة: 2]، و (قل هو الله أحد) ([الإخلاص:1] قال : هذا كلام الله .
ل وبالجملة: فأهل السنة كلهم من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم من السلف والخلف متفقون على أن القرآن غير مخلوق، ولكن بعد ذلك تنازع ال المتاخرون في أن كلام الله هل هو معنى واحد قائم بالذات، أو أنه حروف ال وأصوات تكلم الله بعد أن لم يكن متكلما، أو أنه لم يزل متكلما إذا شاء (1) (إنما الأعمال بالنيات)، رواه البخاري.
Bogga 118