============================================================
خلق القران في نفسه، أو خلقه قائما بذاته ونفسه، أو خلقه في غيره.
قال: أقول خلقه كما خلق الأشياء كلها وحاد عن الجواب، فقال المأمون: اشرح أنت هذه المسألة ودع بشرا، فقد انقطع.
فقال عبد العزيز: إن قال: خلق كلامه في نفسه فهذا محال؛ لأن الله لا يكون محلا للحوادث(1) ولا يكون منه شيئا مخلوقا. وإن قال: خلقه في غيره فيلزمه في النظر والقياس أن كل كلام خلقه الله في غيره فهو كلامه. وإن قال: خلقه قائما بنفسه وذاته فهذا محال، لأن الكلام لا يكون إلا من متكلم كما لا تكون الإرادة إلا من مريد ولا العلم إلا من عالم، ولا يعقل كلام قائم بنفسه يتكلم بذاته. فلما استحال من هذه الجهات أن يكون مخلوقا علم أنه صفة لله. هذا مختصر من كلام الإمام عبد العزيز في الحيدة(2).
(1) (لأن الله لا يكون محلا للحوادث)، قال أبو يعلى الحنبلي في كتابه (المعتمد): والحوادث لها أول ابتدأت منه خلافا للملحدة . قال الشيخ ناصر في التعليق على حديث "إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم": ولقد أطال ابن تيمية الكلام في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها، وجاء في آثناء ذلك بما تحار فيه العقول ولا تقبله اكثر القلوب، ثم قال: فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية هذا المولج... إلخ. صحيحته 28/1. وانظر كلام الشيخ شعيب في شرح الطحاوية، تعليقا، ومثله كلام ابن حجر في الفتح 410/13، ومقدمة إيضاح الدليل لابن جماعة. تعليق الكاتب ص 73 وما بعدها.
(2) كتاب مطبوع فيه مناظرته تلك . وقد سبق الكلام على الحيدة.
Bogga 116