============================================================
عنه، وهو آصل وجوده وبه صلاحه وفساده، وهو محل آسراره التي يودعها قلب من يشاء، فأول قلب أودعها قلب محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أول خلق، وصورته آخر صور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهو أولهم واخرهم، فلذا حاز جميع كمالاتهم وزاد عليهم بما لا يعلمه إلا الله تعالى: 43 صان أشراره الختام فلا الفض ملم به ولا الإفضاء (صان) آي: حفظ (أسراره) التي أودعت فيه، وهو مفعول مقدم، ذلك (الختام) الواقع من جبريل، وهو: ما يختم به الكتاب ونحوه من طين آو نحوه وبينه وبين (ختمته) جناس الاشتقاق (ف) بسبب هذذه الصيانة (لا الفض) أي : الكسر بالتفرقة (ملم) أي: واقع (به) أي: بذلك الختم (ولا الإفضاء) أي: الإشاعة واقعة لذلك السر، وبين (الفض) و( الافضاء) التجنيس المطلق، ومر فيه في (قيصر) و(قصور) زيادة، ويجري ذلك في قوله : (يمنى الأمين): وأصل قوله: (وأتت جده...) إلخ.. قول حليمة رضي الله تعالى عنها بعد ما قدمته عنها كما في السير عنها: لم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته، فكان يشب شبابأ لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا، فقدمنا به على آمه ونحن آحرص شيء على بقائه عندنا؛ لما نرى من بركته، فقلنا لأمه: لو تركتيه عندنا حتى يغلظ، فإنا نخشى عليه وباء مكة، ولم نزل بها حتى ردته معنا فرجعنا به، فو الله إنه لبعد مقدمنا به بشهرين أو ثلاثة مع آخيه من الرضاعة في بهم لنا خلف بيوتنا.. جاء أخوه يشتد فقال : ذاك أخي القرشي، قد جاءه رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعاه وشقا بطنه، فخرجت آنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائما منتقعا لونه ، فاعتنقه أبوه وقال : أي بني؛ ما شأنك ؟ قال : 9 جاء ني رجلان عليهما ثيات بيض، فأضجعاني فشقا بطني، ثم أستخرجا منه شيثا فطرحاه، ثم رداه كما كان" فرجعنا به معنا، فقال أبوه : يا حليمة؛ لقد خشيت آن يكون ابني قد أصيب، فانطلقي نرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوفه، قالت : فاحتملناه إلى آمه فقالت : ما ردكما به؟ فقد كنتما حريصين عليه، قلنا: نخشى الاختلاف والأحداث،
Bogga 80