============================================================
أدني آرب، وذلك لطلاوة نظمها، وحلاوة رسمها، وبلاغة جمعها، وبداعة صنعها، وامتلاء الخافقين بأنوار جمالها، وإدحاض دعاوى أهل الكتابين ببراهين جلالها، فهي- دون نظائرها - الاخذة بأزمة العقول، والجامعة بين المعقول والمنقول، والحاوية لأكثر المعجزات، والحاكية للشمائل الكريمة على سنن قطع أعناق أفكار الشعراء عن أن تشرتب إلى محاكاة تلك المحكيات، والسالمة من عيوب الشعر من حيث فن العروض، كادخال عروض على أخرى، وضرب على آخر، ومن حيث فن القوافي، كالايطاء وهو : تكرير لفظ القافية بمعناه قبل سبعة أبيات، وقيل: عشرة، وكالاكفاء وهو: اختلاف حرف الروي، والإقواء وهو: اختلاف حركته، للكنها وإن شرحت، وتعاورتها الأفكار وخدمت.. تحتاج إلى شرح جامع، ودستور مانع، يجلو عرائس أبكارها على منصات الألباب مع الاختصار، ويظهر مخبآت أسرارها ظهور الشمس في رابعة النهار، ويفتح مقفلات معمياتها عما قد يوجب القصور والعثار، وينبه على نفائس فرائدها، وينوه بجلالة عرائس فوائدها، ويعرب عن غراتب تعقيدها، ويفصح عن فنون بلاغتها وبدائع تأنيقها وتشييدها فاستخرت الله تعالى في شرح كذلك ، وإن كنت لست هنالك ، راجيا أن أندرج به في سلك خدمة جنابه صلى الله عليه وسلم، وأن أطوق بسببه سوابغ مدده ولحظه الأعظم، ومستعينأ بالله ومتوكلا عليه، ومفوضأ سائر آموري إليه، وسائلا منه بدائع الطافه، وتتابع إتحافه، وتيسير هذا المطلب، وإنجاح هلذا المأرب، إنه الجواد "المنح المكية في شرح الهمزية" الكريم، الرؤوف الرحيم: ويته ثم بلغني أن الناظم سماها " أم القرى" تشبيها لها بمكة، بجامع آنها حوت بطريق التصريح أو الإيماء ما في أكثر المدائح النبوية، وحينئذ سميته : " أفضل القرى لقراء أم القرى " وقد بين شارحها الإمام، المحقق في العلوم الأدبية والشرعية، الشمس الجوجري شيغ مشايختا، رحمه الله وشكر سعيه.، بحرها وعروضها وضربها وقافيتها،
Bogga 5