============================================================
العفو قائلا لهم : " لا تثريب عليكم اليؤم" كما يأتي (والعفو) عمن سأله (جواب الحليم) من : حلم - بالكسر - إذا ترك الانتقام بحق(1) (والإغضاء) أي: إرخاء الجفون من الحياء وفي ذكر (الحلم) و(العفو) و( الإغضاء) مراعاة النظير.
ناشدوه القريى ألتي من فريش قطعتها الترات والشخناء (ناشدوه) بدل من (دعوا) (القربى) أي: حلفوه على آن يصل قرابتهم ويعفو عنهم، أو بالقربى على حذف الجار؛ أي: حلفوه بالقرابة (التي) بينهم وبينه أن يعفو عنهم، التي وصلت إليه (من) سائر بطون (قريش) وهم ولد النضر بن كثانة أحد أجداده صلى الله عليه وسلم، حال كون تلك القربى (قطعتها الترات) بفوقيتين جمع ترة، وهي مصدر (وتر) أي: قتل له قتيل ولم يدرك دمه (والشحناء) أي : التباغض والتحاسد الذي كان بينهم.
فعفا عفو قسادر لم ينغض ه عليهم بما مضى إفراء (ف) بسبب تلك المناشدة (عفا) صلى الله عليه وسلم عنهم (عفو قادر) لأنه صلى الله عليه وسلم كان يسهل عليه إبادتهم عن آخرهم (لم ينغصه) أي: يكدر ذلك العفو (عليهم ب) سبب (ما مضى) منهم، صفة (إغراء) تقدمت عليه فصارت حالا (إغراء) من: أغريت الكلب بالصيد؛ أي: حملته على اصطياده، وهو فاعل (ينغص) آي: لم يكدر عفوه عنهم اغراء سفهائهم وجهلائهم فيما مضى حال كونه منهم حتى بالغوا في إيذائه بما لا يتحمله مخلوق كما تحمله صلى الله عليه وسلم (1) قوله رحمه الله: (حلم بالكسر) لعل صوابه: بالضم؛ لأن قولهم : حلم الجلد- بالكسر معناه : أصابه الحلم، وهو دود صغير يفسد الجلد وينقبه، والله أعلم
Bogga 398