388

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

قبل أزدشير، وكان أبرص، فكنوا عن ذلك بالأبرش والوضاح ، قيل : كان لا يأنف من الأبرص، لأن في العرب من يفتخر بذلك . . كان له أخت أحبها نديمه عدي بن نصر الإيادي، فوافقها على أن ينكحها منه إذا غلب السكر عليه، فسأله حينيذ في ذلك فأنكحه إياها، وأشهد عليه، فدخل بها، فلما أصبح وعلم بذلك. تغيب عدي، فلم يعرف له أثر، فولدت له ولدا سمي عمرا، فأحبه جذيمة، ثم اختطفته الجن، ثم ردوه، فزاد حظأ عند خاله وكان آبو الزباء - وسميت بذلك لكثرة شعرها ؛ إذ كان يجللها ويسحب من ورائها- ملك ما بين الفرس والروم، فغزاه جذيمة الأبرش وقتله قبل بعثة عيسى عليه الصلاة والسلام، وطردها، فلحقت بالروم، وجمعت الجيوش، واستخلصت من جذيمة ملك أبيها، وابتنت لها بجانب الفرات قصرا حصينا، فحدثت جذيمة نفسه بخطبتها؛ لأنها بكر وأجمل أهل عصرها، وطمع في ملكها، فأرسل إليها، فأظهرت له غاية الفرح والسرور، وأرسلت له بهدية سنية، فاستشار في المسير إليها، فبالغ قصير بن سعد في منعه، وفي آن ذلك مكيدة منها، فلم يصغ إليه وسار إليها، فلما قرب منها. أعاد الاستشارة، فأعاد قصير رأيه، فلم يصغ إليه وسار، وكانت أمرت عسكرها إذا وصل آن يحيطوا به ويمنعوا من معه، ففعلوا، وقصير معه، فلما رأى ذلك.. ركب فرس جذيمة التي تسبق الريح بجريها، وفر بها، ثم أدخل جذيمة عليها وليس معها إلا جواري، وكانت رتت شعر عانتها حولا كاملا، فكشفتها له وقالت : أمتاع عروس تري؟ فقال : بل متاع أمة بظراء، ثم قالت : خذن بيد سيدكن وبعل مولاتكن فأجلسنه على النطع (1)، ففعلن، ثم أمرتهن بفصد عروق يديه، ففعلن، ووضع له طست، فنزف دمه فيه إلى آن قضى نحبه، فأمرت به فدفن.

ثم أقبل قصير على عمرو وأخبره الخبر، وأمره أن يأخذ بثأره منها، فأفهمه أنه لا قدرة له عليها، فقال له : اجدع أنفي وأذني ، واضرب ظهري حتى يؤثر في، ففعل به ذلك، وقيل: آبى، ففعل قصير بنفسه ذلك، ثم ذهب إليها مستجيرا بها من عمرو، فراجت عليها حيلته، وأكرمت منزله، ثم قال لها: إن لي بالعراق مالا كثيرا (1) التطع - بكسر النون وفتحها- هو: بساط من الجلد.

Bogga 388