============================================================
الناس للاقامة بها، وعليه فآخر حشرهم بها عند قيام الساعة ؛ لأنها أرض المحشر: (لا ميعادهم) أي: المنافقين لليهود أنهم ينصرونهم على النبي صلى الله عليه وسلم (صادق) لأنهم سولوا لهم قتالهم وأنهم يعينونهم، ثم تخلفوا عنهم (ولا الايلاء) أي: الحلف منهم لهم صادق أيضا 266دتنم: سكن الوغب والخراب فلوبا وبيوتا منهم نعاها الجلاء ال ال: (سكن الرعب) آي: هيبة النبي صلى الله عليه وسلم، وخشية انتقامه منهم، وظن ظفره عليهم (والخراب) الاتي لدورهم (قلوبا) من اليهود المحصورين وغيرهم من أهل خيبر وغيرها، وهذا راجع للأول (وبيوتا منهم) راجع للثاني، ففيه لف ونشر مرتب (نعاها) أي: أخبر تلك البيوت بموت أهلها المعنوي، من: نعاه له نعوا ونعيا ونعيانا: أخبر بموته (الجلاء) أي: خروجهم من ديارهم، شبهه في كونه معلما بقهرهم وزوال شوكتهم المشبه بالموت بانسان مخبر بما ينفع ويضر، فهي استعارة بالكناية، وذكر النعي الملائم للمشبه به استعارة تخييلية وعجيب من الشارح حيث لم يتكلم على هلذه الجملة، مع ما علمته فيها من الاستعارتين المذكورتين، بل فيها استعارة ثالثة، كما أشرت إليها بقولي : (المشبه بالموت) وظاهر النظم : أن واقعة بني النضير هلذه بعد الخندق المشار إليها بقوله السابق: (واطمأنوا.) إلخ، وهو ما أوهمه كلام بعض أهل السير، للكنه مردود بأن بني قريظة هم الذين ظاهروا الأحزاب، وأما بنو النضير.. فلم يكن لهم في الأحزاب ذكر، بل كانوا من أعظم الأسباب في جمع الأحزاب، وما وقع من إجلائهم، فإنه كان من رتيسهم حيي بن أخطب، وهو الذي حسن لبني قريظة الغدر وموافقة الأحزاب حتى كان من هلاكهم ما كان، فكيف يصير السابق لاحقا؟!
وخلاصة ما قاله أهل السير في واقعة بني النضير: أنه صلى الله عليه وسلم خرج اليهم يستعينهم في دية قتيلين قتلهما بعض حلفائهم، فأظهروا له الإجابة، ثم تواعدوا
Bogga 380