375

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

للغير في الأسباب ، والله سبحانه وتعالى بخلاف ذلك كله، { إنما قولنا لشمت إذا أردنله أن نقول له كن فيكون} أي : أن نوجده فورا فلا يتخلف عن الإرادة ، فقوله : كن) كناية عن ذلك: (قيل) بناه للمجهول لضيق النظم، فلا يتوهم أنه قول ضعيف (للتصريف) أي: للتصرف (فيه) ببيع أو نحوه (من اليهود اعتداء) أي: ظلم وعدوان كان سببأ لمسخ كثيرين منهم قردة وخنازير، وذلك لما أمروا آن يجردوه للعبادة.. اعتدى فيه ناس منهم في زمن داوود عليه الصلاة والسلام، اثنا عشر ألفأ، فاصطادوا فيه، وكانوا بأيلة - قرية على جانب البحر - فابتلاهم الله تعالى بأن ألهم السمك يوم السبت أنه ما يبقى حوت في البحر إلا ورفع خرطومه أو خرج، فإذا مضى السبت.. تفرق السمك ونفر، فأجمع رأي ماعة منهم على حيلة يمسكون بها السمك، وتمنعهم عن الاصطياد يوم السبت، فحفروا يوم الجمعة حفرا بجانب البحر، وجعلوا فيها جداول من البحر، فصارت تمتليء منه يوم السبت، ويأخذونه يوم الأحد، فشووا وأكلوا، فشم جيرانهم فسألوهم، فأخبروهم بالحيلة، فقالوا: إن الله معذبكم، ثم لمالم يعاجلوا بالعقوبة.. تبعهم جماعة ثم جماعة حتى صاروا قدر الثلث، وسكت قدر الثلث، واعتزلهم الثلث الباقي، فبنوا بينهم حائطا، فأصبحوا وقد مسخ الثلث الأول قردة وخنازير، وكذا الثاني على خلاف فيه؛ أي: لأن الآية فيهم محتملة، ومن ثم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: لا أدري ما فعل بالساكتة، نجاها أم مسخها كذلك ؟

قال مالك: (يؤخذ من هلذا تحريم الحيلة، ووجوب سد الذرائع) اه ويرد: بأن المقرر في الأصول : أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا، فإن ورد في شرعنا ما يوافقه بالدليل. فهو شرعنا لا غيره: 5 فبظلم منهم وكفر عدتهم طيات في تزكهن ابتلاء (فبظلم) متعلق ب (عدتهم)، (منهم) وهو: وضع الشيء في غير محله، كخيانتهم في السبت، وأخذهم الربا، وأكلهم أموال الناس بالباطل (وكفر) من عطف الأخص؛ لزيادة الاهتمام به (عدتهم) أي: فاتتهم (طيبات) من الرزق

Bogga 375