359

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

أولهما معدولين عن : ثلاث ثلاث، واثنين اثنين ، والمراد هنا : ليس ذلك التكرير، بل نفس الثلاثة فقط عند من ينظر إلى مجموع الثلاثة ، والاثنين فقط عند من ينظر إلى الإلكه بالحقيقة والإلكه بالتجوز، فإن الأول واحد فقط، والثاني اثنان فقط، وعلى كل فالصفات لا تتحصر في اثنين ولا في ثلاث، فادعاء التثليث تحكم صرف وهو لا يقول .

أم هو ابن لله ما شاركته في معاني البيؤة الأنبياء (أم) تقولون : (هو) أي: عيسى عليه السلام (ابن لله) فيقال لكم : لم اختص عيسى بذلك حتى إنه (ما) نافية (شاركته في معاني البنوة الأتبياء) عليهم الصلاة والسلام ؟1 بل عيسى وبقية الأنبياء في ذلك على حد سواء، فادعاء البنوة لعيسى تحكم باطل أيضا.

1 قتلته اليهود فيما زعمتم ولأمواتكم به إخياء (قتلته) أي: عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ( اليهود) حال كون قتلهم له إنما هو (فيما) أي: في التقول الذي (زعمتم) معشر النصارى، والزعم أصله وموضوعه: قول الكذب، ومن ثم قالت العرب: زعموا مطية الكذب، وقد يستعمل بمعنى قال مجردا عن التكذيب، كقول آم هانىء للنبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة : زعم ابن أمي - أي : علي رضي الله عنه - أنه قاتل من أجرته ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : 8 قذ أجرنا من أجرت يا أم هانيء "(1).

وكيف تزعمون ذلك (و) الحال أنه (لأمواتكم به) أي: بسبب عيسى عليه السلام (إحياء) وهو : رد الروح إلى الجسد بعد مفارقتها له ؛ لأنه كان فيكم يحيي الموتى) فكيف يحيي الموتى ويتمكن منه من يقتله ؟! فتصديقكم لليهود في ذلك شاهد صدق (1) أخرجه البخاري (457)، ومسلم (336/ 80) في كتاب صلاة المسافرين وقصرها

Bogga 359