============================================================
باهتداء المؤمنين به، وتأخير عذاب الاستئصال عن الكافرين ببركة كونه بين ظهرانيهم (وشفاء) من كل داء ظاهر أو باطن حسي أو معنوي، كما قال تعالى : قل هو للزي ءامنوا هدى وشفا وتخصيص المؤمنين؛ لأنهم المقصودون بذلك بالذات، وغيرهم بطريق التبع وإنما قلت : (والملائكة) لقول بعض أكابر أثمتنا : إن الملائكة لم يعطوا فضيلة حفظ القرآن لكنهم حريصون على استماعه من غيرهم قال العلماء: لم ينزل الله تعالى من السماء شفاء قط أعم ولا أنفع ولا أعظم ولا أنجع في ازالة الداء من القرآن ، فهو للداء شفاء، ولصدأ القلوب جلاء ، كما قال تعالى : وتنزل من القره ان ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين) قال الضخر الرزاي وغيره : (ول من" ليست للتبعيض، بل للجنس، والمعنى : وننزل من هلذا الجنس الذي هو القرآن شفاء من الأمراض الروحانية، كالاعتقادات الفاسدة في الإللهية والنبوة والمعاد، وفي القرآن من النصوص القاطعة بفساد تلك ما يكفي ويشفي، وكالأخلاق المذمومة، وفيه أوضح بيان لأنواعها، وحض على اجتنابها، ومن الأمراض الجسمانية بالتبرك بقراءته عليها)(1) لكن مع الخلوص وفراغ القلب عن الأغيار، وقربه وإقباله على الله تعالى بكليته، وعدم اكل الحرام، وعدم رين الذنوب ، وعدم استيلاء الغفلة على القلب ، وصح حديث : " إن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه "(2) وقراءته ممن هذذه حالته على أي مرض كان مبرثة له وإن أعيا الأطباء، ومن ثم قال بعض الأنمة: متى تخلف الشفاء.. فهو إما لضعف تأثير الفاعل، أو لعدم قبول المحل المنفعل، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء، كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية ، وقد روي حديث : "من لم يشتشف بالقزان.. لا شفاء الله تعالى"(3) .
نعم؛ روى ابن ماجه : أنه صلى الله عليه وسلم قال : "خير الدواء القرآن "(4): (1) انظر "التفسير الكبير "(34/21) (2) أخرجه الترمذي (3479) (3) انظر "كشف الخفاء "(2/ 232) 4) ابن ماجه (3533)
Bogga 316