============================================================
العسقلاني بعدما توقف فيه بأن الذين معه بحراء أزيد ممن معه بأحد(1) فإن قلت : ما وجه التعليل في قول الناظم : (للصلاة فيها) ؟
قلت : كأنه يشير إلى أن الله تعالى لما أقطع نبيه صلى الله عليه وسلم الأرض، وجعلها كلها مسجدا له، وشرفها بصلاته فيها.. دخل في ذلك جبالها، فإذا صعد بعضها.. تذكر الجبل ذلك الجعل وتلك الصلاة اللذين حصل بهما للجبل كبقية الأرض غاية الشرف، فحينئذ تحرك إعلاما للأمة بما حصل له مما يوجب السرور والطرب، ثم رأيت بعضهم جعل ضمير (فيها) للجبل، وجعل المراد بالصلاة: صلاته صلى الله عليه وسلم فيه لما كان يختلي فيه قبل البعثة، وهذذا كلام ساقط ؛ لأنه لم يعرف أنه صلى الله عليه وسلم صلى قبل الشبوة، ولأن الاهتزاز بعد النبوة بكثير؛ لرواية: إن العشرة إلا واحدا كانوا معه.
مظهر شجة الجبين على البز كما اظهر الهلال البراء (مظهر) ذلك الوجه الكريم (شجة الجبين) أي: جرح جبينه، وهو : المتحرف عن الجبهة فوق الصدغ، وفي التعبير به مسامحة وتجوز؛ لما يأتي أن الذي شج هته، وفي رواية: وجنته، والجبين غيرهما، فالتعبير با الجبين) من مجاز المجاورة (على البرء) أي: فيه أو معه، من: برىء من المرض- بالكسر - برءا، بالضم، وبرأ يبرا بالفتح فيهما، وهذذه الشجة كانت يوم أحد.
أخرج ابن هشام عن أبي سعيد الخدري : أن عتبة بن أبي وقاص أخا سعد بن آبي وقاص- أول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان صلى الله عليه وسلم يناوله السهام يوم أحد ويقول له : 8 أزم ، فداك أبي وأمي " ، قال : فلم يجمع أبويه لغيري (2)، وكان يفتخر به ويقول : "هلذا سعد خالي - أي : لأنه زهري - فليرني أمرؤ خاله "(3)، (1) انظر "فتح الباري" (38/7) () أخرجه البخاري (4059)، ومسلم (2411).
(3) أخرجه الترمذي (3752)، والحاكم (498/4).
Bogga 282