============================================================
142 كل فضلي في العالمين فمن فض ل الثبي أشتعاره الفضلاء (كل فضل) وجد (في العالمين) الإنس والملائكة والجن (ف) هو كائن (من فضل) ذلك (النبي) الأكرم على ربه من سائر الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين.
وبين (فضل) و(الفضلاء) تجنيس الاشتقاق: (استعاره) حال من ضمير الظرف المستقر (الفضلاء) لأنه الممد لهم؛ إذ هو الوارث للحضرة الالكهية، والمستمد منها بلا واسطة دون غيره؛ فإته لا يستمد منها إلا بواسطته، فلا يصل منها لكامل شيء إلا وهو من بعض مدده وعلى يديه، فآيات كل تبي إتما هي مقتبسة من نوره؛ لأنه كالشمس وهم كالكواكب، فهي غير مضيئة بذاتها، وإنما هي مستمدة من نور الشمس، فإذا غابت. أظهرت أنوارها، فهم قبل وجوده صلى الله عليه وسلم إنما كانوا يظهرون فضله، وآنوارهم مستمدة من نوره الفائض، ومدده الواسع، ألا ترى أن ظهور خلافة آدم وإحاطته بالأسماء كلها إنما هو مستمد من جوامع الكلم المخصوص به نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم توالت الخلائق إلى زمن بروز جسمه الشريف، فلما برز.. كان كالشمس، اندرج في نوره كل نور وانطوى تحت منشور آياته كل آية لغيره من الأنبياء، فلم يعط أحد منهم كرامة أو فضيلة. إلا وقد أعطي مثلها أو أعظم منها، كما سبره الأئمة ووضحوه.
ومنه : أن آدم لما أعطي خلق الله تعالى بيده.. أعطي نبينا أنه شق صدره، وملأه ذلك الخلق النبوي، فتولى من آدم الخلق الجسمي، ومن نبينا الخلق النبوى، ولذا كان هو المقصود من خلق آدم، ومن ثم لم يكن سجود الملائكة.. إلا لنور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي في جبهة آدم، كما قاله الفخر الرازي وإدريس لما أعطي المكان العلي.. أعطي نبينا المعراج الأفخم الأعظم : ونوح لما نجا هو وقومه.. أعطي نبينا أن الله لم يهلك أمته بعذاب عام، ووقع فيي "تفسير الرازي" : أنه أعطي مكان السفينة أنه دعا حجرا وهو على شط ماء، فانقلع وسبح إلى أن جاء إليه وشهد له بالرسالة (1): (1) تفسير الرازي (125/32)
Bogga 256