253

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

في شرح قوله : (ما سوى خلقه النسيم..) إلخ: وبين (القول) و( الفعل) و(الخلق) و(الخلق) تجنيس التقابل مع تجنيس التحريف في الثاني: (مقسط) أي: عادل في أحكامه وأقواله وأفعاله فلا يصدر منه شيء قط إلا على غاية العدل، باطنا وظاهرا، باتفاق كل من رآه وعلم أحواله حتى أعدائه ومناوئيه، ألا ترى أن قريشا لما بنوا الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم معهم قبل النبوة، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود، واختلفوا فيمن يضعه في محله، ثم أجمعوا على أنهم يحكمون أول داخل للمسجد، فكان النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا : هذذا الأمين فحكموه، قأمر بوضعه في ثوب، وأمر كل رئيس قبيلة آن يمسك بطرف الثوب ثم يرفعوه ، ففعلوا إلى آن بلغوا به محله فأخذه صلى الله عليه وسلم ووضعه في محله وصح: أن رجلا قال له - وهو صلى الله عليه وسلم يقسم - : اعدل، فقال: " ويلك ، فمن يغدل إن لم أعدل ؟1 خبث وخسرت إن لم أغدل "(1) ، وكان يقول : " أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغي ، فإن من أبلغ حاجة من لا يستطيع إلاغها. .

أمنه ألله يؤم الفزع الأكبر"(2) وكان لا يؤاخذ أحدا بقول أحد ، ولا يصدق أحدا في أحد (معطاء) أي: كثير العطاء الذي يعجز عن أدناه الملوك، فقد صح عن أنس رضي الله عنه : كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأشجع الناس، وأجود الناس، واقتصاره على هلذه الثلاثة من جوامع الكلم التي منحها من إمداده صلى الله عليه وسلم؛ لأنها من أمهات الأخلاق؛ إذ في كل إنسان ثلاث قوى : الغضبية وكمالها الشجاعة، والشهوانية وكمالها الجود، والعقلية وكمالها اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل.

وصح عنه أيضا: ما سثل صلى الله عليه وسلم شيئا إلا أعطاه، فجاء رجل فأعطاه (1) أخرجه البخاري (3610)، ومسلم (1063) (2) أخرجه بنحوه الترمدي في "الشمائل" (330)، والبيهقي في " الشعب* (1430) والطبراني (155/22).

Bogga 253