============================================================
عليه وسلم بالعلوم القرآنية ومثلها الذي أوتيه أيضا: أنه أحاط بعلوم الأولين والاخرين، وأن علومهم مندرجة ومنغمرة في علومه صلى الله عليه وسلم: ) تمييز؛ آي: وسع حلمه حلم العالمين بأسرهم، كما عرف مما سبق: أنه ما من حليم قط إلا وقد عرفت له زلة أو هفوة تخدش في كمال حلمه إلا نبينا صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يزيده شدة الايذاء له والجهل عليه إلا حلما وعفوا وصفحا، وبين (حلما) وما قبله الجناس المضارع(1).
) بسبب جمعه لتلك المعالي التي لم تجتمع لغيره () أي: واسع العلم والحلم وغيرهما من أخلاق نفسه الزكية وصفاتها العلية، فهو تشبيه بليغ، أو استعارة على قول مردود؛ أي: كالبحر الذي هو خلاف البر والنهر، سمي بحرا لاتساعه وعقه () من: أعيا فلان في مشيه؛ آي: تعب أو وقف () جمع عبء بكسر أوله وبالموحدة والهمز، وهو : الحمل والثقل من أي شيء كان؛ أي: لم يكدر بحر علمه شك ولا شبهة، وبحر حلمه إيذاء ولا جهالة، فاستعار (الإعياء) للكدورة، و(الأعباء) للشبه والجهالات.
وإذا تأملت ما تقدم من أوصاف كماله الباهرة، وعصمته ونزاهته الظاهرة، وأنه البحر الذي اندرجت البحار كلها في يمه، والحليم الكريم الذي دخل كل كريم وحليم حت حيطة كرمه وحلمه.، علمت آنه صلى الله عليه وسلم لعصمته عن التلفت لما سوى الله تعالى مشتقل دنياك أن ينسب الإذ ساك منها إليه والإغطاء ) أي: محتقر (.ب2) أي: الأموال التي هي من جملتها؛ إذ هي في الأصل: اسم لما بين السماء والأرض (1 ) أن ينسب إليه أيضا() منها؛ لأنها لفنائها وكثرة الاشتغال بها عن المعالي.. حقيقة بمزيد الاعراض عنها، وعدم الالتفات إلى إمساكها وإخراجها ولو لمستحقها، احتقارا (1) وهو : ما إذا كان الاختلاف في حرفين متقاربي المخرج:
Bogga 240