============================================================
وتواعد جماعة على قتله، فلما هموا به.. سمعوا صوتا مهولا، فغشي عليهم، ثم تواعدوا مرة أخري، فلما رأوه.. جاءت الصفا والمروة، فحالتا بينه وبينهم(1) وواعد أبو جهل قريشا إن رآه.. ليطأن على عنقه، فأعلموه به، فذهب إليه فولى هاربا، فسئل فقال : لما دنوت منه. أشرفت على خندق مملوء نارا، فكدت أن أهوي فيه ، وأبصرت هولا عظيما وخفق أجنحة، قال صلى الله عليه وسلم : "تلك الملائكة ، لؤدنا. . لاختطفته عضوا عضوا"(2) ووفد عليه عامر بن الطفيل وأربد بن قيس ليقتلاه، فشغله عامر، قأراد أربد قتله، فلم ير إلا عامرا(3).
) كله، كما يصرح به خبر البخاري عن آبي سعيد الخدري رضي الله عنه : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء- أي: البكر- في خدرها)(4) قيل : ذكره من باب التتميم ؛ لأن العذراء في خدرها يشتد حياؤها أكثر مما تكون خارجة عنه ؛ لأن الخلوة مظنة وقوع الفعل بها، وقيل : الظاهر : أن المراد تقييده بما إذا دخل عليها في خدرها، لا من حيث تكون وحدها فيه والحياء - بالمد- لغة: تغير يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، وشرعا: خلق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذوي الحق، من: الحياة، وكذا الحيا المقصور، وهو المطر، وقوته وضعفه بقوة حياة القلب وضعفه، وهو أقسام ثمانية يطول استقصاؤها.
منها: حياء الكرم، كحيائه صلى الله عليه وسلم ممن دعاهم إلى وليمة زيتب فطولوا عنده المقام آن يقول لهم: انصرفوا، ومن ثم كان صلى الله عليه وسلم لا يواجه أحدا بما يكرهه، بل (إذا بلغه عن أحد شيء. . قال : "ما بال أقوام؟" ولم (1) أخرجه ابن قانع في " معجم الصحابة "(438).
(2) آخرجه مسلم (2797)، وابن حبان (1571)، وأحمد (370/2)، وآبو يعلى 6207)، وغيرهم (3) أخرجه الطبراني في " الكبير" (312/10)، وفي " الأوسط "(9123)، وقال في " مجمع الزوائد"(45/7) (... وفي إسنادهما عبد العزيز بن عمران، وهو ضعيف) (4) البخاري (3562).
294
Bogga 228