============================================================
لا يظهر له فيء ، وسره قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: "وآجعلني نورا"(1).
وآما لونه.. فقد وصفه جمهور آصحابه بالبياض، كما صح عنهم من طرق متعددة، ولا ينافيه رواية : (مشرب بحمرة)(2)، لأنه مع ذلك يسمى أبيض نعم ؛ قد ينافيها رواية : (أبيض شديد البياض)(3) إلا أن يحمل المشرب بحمرة على الوجه فقط ، وما عداه شديد البياض، كما تدل عليه رواية : (فنظرت إلى ظهره صلى الله عليه وسلم كأنه سبيكة فضة)(4)، وعلى الوجه تحمل رواية : (أمهق)(5) : أي : أحمر ليس بأبيض، وقول عياض: (إنها وهم).. غير صحيح، وكذا رواية: (ليس بالأبيض ولا بالآدم)(6) أي : وقول عياض : (إن هذذه ليست بصواب)..
مردود بأن المراد : ليس شديد البياض ولا شديد الأدمة، وإنما يخالط بياضه حمرة، والعرب تطلق على من هو كذلك أنه أسمر الوارد في رواية(1)، وتوافقها رواية : (أبيض بياضه إلى السمرة)(8)، ورواية : (أحمر إلى البياض)(9) أو المراد : أنه صلى الله عليه وسلم كان تحصل له السمرة إذا سافر؛ لتأثره من الشمس، وتظليل الغمام وغيره له إنما كان إرهاصا - كما مر - وقد انقضى وقته ، وقد ذهب بعض المالكية إلى آن من زعم أنه صلى الله عليه وسلم كان أسود يقتل(10) ؛ أي : لأن السواد يشعر بالنقص.
(1) أخرجه مسلم (773)، وأحمد (284/1) (2) اخرجه ابن حيان (2311)، وأحمد (116/1)، وأبو يعلى (370)، وغيرهم.
(3) أخرجه أحمد (23/4) (4) أخرجه أحمد (426/3)، واالبيهقي في " الدلائل* (207/1)، والطبراني في " الكبير" .(322 120 5) اخرجه البخاري (3547) (2) أخرجه البخاري (3548)، ومسلم (2347)، وغيرهما (7) عند الترمذي (1754)، وأبي يعلى (3832)، وغيرهما. وانظر "أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل" للمصنف (ص 43-42).
(8) أخرجه البيهقي في " الدلائل" (204/1).
(9) قال في " سبل الهدى والرشاد " (18/2): (رواه أبو بكر بن أبي خيثمة عن شيخه هؤدة ، وأبو نعيم من طريق الحارث بن أبي أسامة عن شيخه روح، كلاهما عن عوف عن يزيد) (10) تقله القاضي عياض - رحمه الله - عن أحمد بن آبي سليمان صاحب سحنون. انظر " الشفا" (ص764) 283
Bogga 217