============================================================
شوكتهم واستئصال شأفتهم (بعد ذاك) أي: الضعف الذي كان به صلى الله عليه وسلم وبأتباعه لقلتهم وتحريم قتال الأعداء، وتصميمهم على مناوآته ومعاداته لقوة شوكتهم وكثرة عددهم وعدتهم (الخضراء) أي: السماء، سميت بذلك ؛ لأنها ترى كذلك، فقد قال القاسم بن أبي برة: (ليست السماء مربعة، للكنها مقبوة يراها الناس خضراء)(1) وبين الثوري سبب ذلك فقال : (بلغنا أن صخرة تحت الأرض- أي : خضراء، كما في حديث البزار وغيره - منها خضرة السماء)(2) أي: وليست في الحقيقة كذلك؛ للحديث: آنهم قالوا : يا رسول الله؛ ما هذه السماء؟ قال: 0هلذا مؤج مكفوف عنكم "(2).
ومن ثم سئل ابن عباس رضي الله عنهما : السماء من أي شيء؟ فقال : (إنها من موج مكفوف) ويوافقه قول علي كرم الله وجهه في حلفه : (والذي خلق السماء من ماء ودخان)(4) وقال كعب : (السماء أشد بياضا من اللبن)(5) وقال الربيع بن أنس : (السماء الدنيا موج مكفوف، والثانية مرمرة بيضاء، والثالثة حديد، والرابعة نحاس، والخامسة فضة، والسادسة ذهب، والسابعة ياقوتة حمراء)(2) وجاء عن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه - لكن بسند واه -: (السماء الدنيا من زمردة حضراء، والثانية من فضة، والثالثة من ياقوتة حمراء، والرابعة من درة بيضاء، والخامسة من ذهبة حمراء، والسادسة من ياقوتة خضراء، والسابعة من نور)(2).
(والغيراء) أي: الأرض، سميت بذلك لأن جميع طبقاتها من طين، كما جاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : (لما أراد الله أن يخلق الأشياء إذ كان عرشه على الماء وإذ لا أرض ولا سماء.. خلق الريح فسلطها على الماء حتى اضطربت أمواجه وأثار ركامه، فأخرج من الماء دخانا وطينا وزبدا، فأمر الدخان فعلا وسما، (1) أخرجه عنه ابن أبي حاتم كما في " الدر المنثور" للسيوطي (86/1).
(2) أخرجه عبد الرزاق وابن أبي حاتم كما في " الدر المنثور" (110/1) (3) اخرجه بنحوه الترمذي (3298)، وأحمد (370/2)، وغيرهما: (4) أخرجه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (110/1).
5) أخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ كما في 9 الدر المنثور" (110/1) .
(2) أخرجه الطبراني في " الأوسط" (5657) (7) أخرجه أبو الشيخ كما في " الدر المنثور* (109/1)
Bogga 161