149

Minah Makkiyya

Noocyada

============================================================

ودنا الجبار"(1) أي : بقربه المعنوي ، كما أرشد إليه قول رب العزة جل جلاله: ثم دنا فيدلن * فكان قاب قوسئن أو أدى} كما قال الناظم : وترقى به إلى قاب قؤسي ن وتلك الشعادة القفساء (قى) أي: صعد البراق (به إلى قاب قوسين) وقاب القوس: ما بين مقبضه وآخر وتره، فلكل قوس قابان، ومن ثم قيل : في الاية قلب؛ أي: قابي قوس، ويرد بأنه لا يتعين ذلك، بل المراد: تشبيه قربه صلى الله عليه وسلم المعنوي من ربه بقرب قاب القوس إذا ألصق بقاب قوس آخر، ثم رأيت بعضهم قال : قاب قوسين؛ اي: مقدار قوسين، وقاب قوس؛ آي: قدر طولها، وقيل: قدر الوتر منها.

قال الجوهري: تقول: بينهما قاب قوسين؛ آي: قدر قوس سيه: ما أفهمه كلام الناظم أن البراق ترقى به صلى الله عليه وسلم إلى قاب قوسين.. هو ما دلت عليه رواية البخاري ، ولفظها : " فحملت عليه فأنطلق بي جبريل حتى أتى الشماء الدنيا ، فأستفتح " ثم قال : 1 ثم صعد بي حتى أتى المماء الثانية.." وهلكذا، للكن صحت الأحاديث بأنه استمر على البراق إلى بيت المقدس، ثم نصب له المعراج فارتقى فيه كما مر، وظاهرها: أنه لم يركب البراق إلا من مكة إلى بيت المقدس لا غير، ولهذا التنافي ذهب بعضهم إلى أن الإسراء على البراق وقع مرتين، مرة إلى بيت المقدس، ومرة من مكة إلى السماء، للكن رد هذذا بأن الأصح : أنه لم يتعدد، وأنه لا تنافي، وإنما الذي ذكر ذهابه عليه من مكة إلى السماء اختصر ذكر بيت المقدس، وفيه نظر؛ لأن رواية البخاري السابقة صريحة في أنه لا معراج ، وأنه استمر راكبا البراق إلى السماء الدنيا ثم التي بعدها... وهذكذا، وجرى عليه الناظم كما علمت، فالأولى: الجواب جمعا بين الروايتين بأن من ذكر بيت المقدس والمعراج معه زيادة علم فقدم، وعليه فيكون لما وصل في المعراج إلى سماء الدنيا.. ركب البراق واخترق به السماوات وما فوقها، وبهذا- أعني رواية (1) أخرجه البخاري (5717)، وانظر " فتح الباري " (483/13).

Bogga 149