Laga soo bilaabo Soo guurinta ilaa Hal-abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٣) التراكم: تنظير الموروث قبل تمثل الوافد - تنظير الموروث - الإبداع الخالص
Noocyada
69 (د) القليوبي
وفي «تذكرة» شهاب الدين أحمد بن محمد سلافة القليوبي الشافعي من القرن الحادي عشر يظهر نوع أدبي جديد هو «التذكرة» بعد الجامع.
70
وهو أقرب إلى الكناش القديم أي مجرد تجميع أقوال، وصفات طبية مباشرة ذات توجه عملي ودون أي أساس نظري أو دلالة فكرية. فهو إبداع بالذاكرة أي القدرة على استيعاب المصب دون الروافد، وهو ما يتطلب قدرة على التركيز على الشيء دون رواته، على المتن دون السند. يخلو من أسماء الأعلام مثل جوامع ابن رشد. وفي نفس الوقت يغيب المنهج، قياسا أو تجربة، أقرب إلى النتائج الجاهزة منه إلى البحث عنها: ومن ثم يغيب المسار الفكري، المقدمات والنتائج، ومنطق الاستدلال. ويرث الفقهاء الأطباء كما هو واضح في ألقاب المؤلف «الشافعي» بدلا من «الحكيم الفاضل»؛ لذلك تدخل بعض الطلاسم والخرافات كوسيلة للعلاج وتحول الطب العلمي إلى طب شعبي.
71 (ه) ابن شقرون
وتعتبر «الأرجوزة الشقرونية» لعبد القادر بن شقرون من القرن الثاني عشر آخر محاولة في طب المغرب للتعبير عن الطب شعرا دون إحالة إلى الوافد أو الموروث، بل عودا إلى ثقافة العرب الأولى كأداة للتعبير عما اختزنته الذاكرة العربية لما أبدعه العقل العربي سلفا.
72
وهي من وزن الرجز، إجابة بالشعر على سؤال بالشعر. العصر انتكاس في الطب ولكن الشكل الأدبي إبداع خالص. تحول الشعر الغنائي العربي التقليدي إلى شعر تعليمي. واستطاع الشعر قبل الوحي احتواء الحضارة بعد الوحي كأداة للتعبير. ويغلب على الأرجوزة التوجه العملي، التغذية والصحة والعلاج بالأعشاب كما هو الحال في الطب المتأخر. ومع ذلك يعتمد الطب في الأرجوزة على العقل والقياس حتى يكون مفهوما.
73
ولا حرج من تخصيص فصول للجماع والذكر. والموضوعات كلها محلية، الطب البيئي المباشر بمصطلحات عربية أصيلة كالخلق والطبع ومنهج التجربة والمجريات على المأكول والمشروب والملبوس. وذلك مثل الأبيات عن فواكه الفصول.
Bog aan la aqoon