Laga soo bilaabo Soo guurinta ilaa Hal-abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٣) التراكم: تنظير الموروث قبل تمثل الوافد - تنظير الموروث - الإبداع الخالص
Noocyada
38
ويبدو الفكر الشيعي أحيانا معاديا للقياس والاستنباط دون معرفة الطبيعة والكون والأجرام وعللها؛ لذلك ذم القرآن القياس. وإذا كان القياس أداة السلطة في السيطرة فإن التحرر منه يصبح أداة المعارضة؛ لذلك قال الشيعة يقول الإمام المعصوم كأصل من أصول الدين بدلا من القياس، لا فرق بينهم في ذلك وبين أهل الظاهر في رفض القياس. الاستنباط ضد النص، والقياس ضد الآية، والعقل ضد الوحي، والاستدلال ضد الإيمان، والروحاني له الأولوية على الجسماني. شياطين الإنس هم الذين عكفوا على الظواهر دون الحقائق. وشياطين الجن هم الذين اقتصروا على العقليات دون الحق وإدراك الأمور الخفية فانفروا عن السمع. والشياطين من الشطن أي البعد. وراحة العقل ضد الإحساس بالفصام بين واقع مرفوض ومثال لم يتحقق لتحقيق الوئام بين الأنا والنحن، بين الذات والموضوع. بين المعرفة والوجود كما هو الحال عند الصوفية.
39
والاستشهادات غير دقيقة، والتأويلات غير موضوعية، مهمة التأويل إعادة تفسير الآية بحيث تتفق مع النسق المذهبي. فالنسق سابق على التفسير، والفكرة سابقة على الآية وليست مستمدة منها، والآية تالية لها وشهادة عليها كما هو الحال عند الفقهاء وأصحاب النقل والأشاعرة. هذا هو منطق التفسير كله، الفكرة من خارج الآية وليست من داخلها، والآية شهادة عليها.
وخطورة التأويل المشخص هو أنه تأويل محدد، لفرقة واحدة، في نسق واحد، في موقف نفسي واجتماعي واحد يقضي على عموم الحكم لصالح خصوص السبب. كما أنه تأويل وقائعي تاريخي حدثي يقضي على الدلالة العامة التي يمكن أن تتكرر في حوادث مشابهة. وهو تأويل شخصي ذاتي يقضي على الشمول والموضوعية إذا لم تتوافر التجربة المشتركة. وقد يكون التأويل أحيانا بعيدا يرفضه العقل، ويعارضه الفهم وتأباه البداهة. فالموقف النفسي ليس كل شيء في التطابق بين المعرفة والوجود.
رابعا: من علم العقائد إلى تاريخ الأديان
نشأ الفكر الفلسفي الشيعي بتطوير علم الكلام إلى فلسفة وتحويل علم العقائد إلى تصورات نظرية في العالم سواء بنفس المصطلحات مثل «النبوة» و«المعاد» أو مع قراءة جديدة لها مثل «المبدع» و«الإبداع» بدلا من الخالق والخلق، وتحويل الفرق غير الإسلامية إلى تاريخ مقارن للأديان، وتحويل قصص الأنبياء إلى فلسفة في التاريخ. ويختفي العدل للشعور بالظلم. يتضح من الفكر الشيعي خروج علوم الحكمة من علم الكلام. فالموضوعات واحدة، تحولت من الكلام العقائدي إلى رحاب الفلسفة الأوسع بمصطلحات جديدة. فالذات هو المبدع، والخلق الإبداع، والعقل والنقل التأويل. وبعض الموضوعات الكلامية بقيت في علوم الحكمة بألفاظها مثل النبوة والمعاد والإمامة. ويتم ذلك كله دون استعانة بالوافد بل اعتمادا على تحليل التجارب النفسية والاجتماعية لجماعة المضطهدين. استطاع الشيعة أن يعطوا فلسفة للعقائد أو أن يحولوا العقائد إلى نظريات فلسفية حول الإبداع والخلق، والنبوة والمعاد، وفلسفة الأديان وفلسفة التاريخ.
ويتم عرض فلسفة الشيعة مرة واحدة دون استعراض نصوصها زمانيا نصا نصا لتفادي التكرار وفي نفس الوقت المحافظة على تاريخيتها. وكان يمكن وضع هذه النظريات في الأجزاء الثلاثة الأخيرة عن الإبداع في علوم الحكمة النظرية والعملية ولكن تم وضعها هنا مع أنها خاصة بالمضمون وليس بتشكله من الوافد والموروث لبيان كيفية تنظير الموروث دون الاعتماد على الوافد بل في أتون المعارك السياسية كنموذج للتنظير المباشر للواقع اعتمادا على النصوص الأولية وحدها. كما أن المجلد الثالث بأجزائه الثلاثة الأخيرة عن الإبداع خاص بإعادة كتابة علوم الحكمة القديمة بناء على الوافد الغربي الجديد وظروف العصر السياسية والاجتماعية الحالية باعتباره أيضا فكر المضطهدين، طبقات وشعوب. (1) الإبداع والخلق
وهو ما يعادل نظرية الذات والصفات والأفعال عند الأشاعرة وأصلي التوحيد والعدل عند المعتزلة في علم الكلام القديم. والحديث عن الإبداع كفعل أكثر من المبدع كشخص خوفا من التجريد على عكس أهل السنة الذين يتحدثون عن المبدع كشخص أكثر من الإبداع كفعل خوفا من التشبيه. فأهم صفة في المبدع الفعل ونفاذ الأمر، المبدع العملي وليس المبدع النظري، المبدع في إبداعه وليس المبدع في ذاته؛ لذلك أتت الأولوية للإرادة على الحكمة كما هو الحال عند الأشاعرة إرادة المظلوم في مواجهة إرادة الظالم، ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فلا يفل الحديد إلا الحديد. وتتوالى على المبدع الصفات والأسماء والألقاب قبل أن يتجلى في أفعال الإبداع. ويتداخل الاسم والصفة واللقب واللفظ معا. ومع ذلك ليس المهم اللفظ بل المضمون. فكما كتب الرسول
بسم الله الرحمن الرحيم
Bog aan la aqoon