Laga soo bilaabo Soo guurinta ilaa Hal-abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٣) التراكم: تنظير الموروث قبل تمثل الوافد - تنظير الموروث - الإبداع الخالص
Noocyada
لم يظهر تنظير الموروث قبل تمثل الوافد في الطب وحده بل أيضا في باقي فروع علم الطبيعة مثل علم الحيوان، وكما وضح في كتاب «عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات للقزويني» (682ه). ليست الغاية علم الحيوان باعتباره علما بل ما في عالم الحيوان من غرائب وكما هو الحال في برامج «عالم الحيوان». وقد يصل حد العجائب إلى الخرافات والعفاريت والجن ما دام المقصود هو جذب الانتباه وإثارة الخيال؛ لذلك تدخل الإسرائيليات والخيال الشعبي الذي التف حول قصص الأنبياء حتى أصبح لا فرق بين الأنبياء والأبطال الشعبيين.
ويتحول موضوعات العلم الطبيعي مثل الحيوان من العلم إلى الحضارة. ويصبح المقصود ليس علم الحيوان بل ثقافة الحيوان عن طريق تجميع كل المرويات عن الحيوان في الأدب والشعر والأحاديث الموضوعة والتفاسير الشعبية والفقه الاجتماعي وسير الأنبياء وحكاياتهم مع الحيوان، ونوادر الصوفية مع قدراتهم على التعامل معه وفهم لغته كما فعل سليمان مع الهدهد، وكما فهم النحل لغة سليمان، وكما حادثت الشاة الرسول ونهته عن أكلها لأنها مسمومة، وحنين جذع الشجرة إليه، وقدرة ابن عربي على استئناس الحيوانات في شعاب مكة. ويصبح الجاحظ في كتاب «الحيوان» نموذجا ورائدا. الحيوان موضوع للأدب، والأدب وعاء العلم في البداية والنهاية.
20
مصدر العلم هو الرواية وليس الموضوع الطبيعي مما يكشف عن طبيعة الحضارة في نهاية مرحلتها الأولى في القرن السابع وبدايتها في القرن الثامن، والتحول من العقل إلى الذاكرة، ومن الإبداع الحضاري إلى الحفظ والتدوين.
ومع ذلك ما زال الموضوع يكشف عن بعض البواعث العلمية القديمة مثل أثر الفلك في الجغرافيا وارتباط العالم السفلي بالعالم العلوي. فالعلم الطبيعي في النهاية من طب وصيدلة ونبات وحيوان وفلك وحيوان ونبات هو علم واحد علم الأرض، علم السماء والعالم.
ما زال التوجه القرآني نحو الطبيعة قائما، والتدبر في الأسماك في البحر والطير والإبل على الأرض ومنافعها والذي كان وراء نشأة العلم الطبيعي. وهو ما سماه الصوفية «الحكمة، في مخلوقات الله عز وجل » ورؤية الله في كل مظاهر الطبيعة كما هو الحال في التصوف والحركات الرومانسية الدينية بحيث يتحد الله بالطبيعة وتتحد الطبيعة بالله، مع مزيد من الإيمانيات، وإثبات العلم اللدني، «والله أعلم».
ويقسم القزويني «العجائب» قسمين العلويات والسفليات من أجل بيان أثر العالم العلوي في العالم السفلي أي أثر الفلك في الجغرافيا. ويضم العلوي: الأفلاك، والقمر، وعطارد، والزهرة، والشمس، والمريخ، والمشتري، وزحل، والثوابت، والبروج، وفلك الأفلاك، وسكان السموات، والزمان، خليط بين الأفلاك والبروج، بين الكون والبشر. وتضم السفليات العناصر الأربعة: النار، والماء، والهواء، والأرض، وما عليها من كائنات. وتنقسم الكائنات إلى المعدنيات والنبات والحيوان. وينقسم الحيوان إلى الإنسان، حقيقته ونفسه الناطقة وتولد وتشاريح أعضائه وقواه وخواصه، والجن، والدواب، والنعم، والسباع، والطير، والهوام، والحشرات.
21
ويقل تمثل الوافد. ولا يتجاوز أرسطو ثم الإسكندر ثم بطليموس ثم جالينوس ثم ديسقوريدس ثم المجسطي لبطليموس، ثم أرطميدروس وإقليدس وذو القرنين وفيثاغورس.
22
Bog aan la aqoon