Laga soo bilaabo Xawilaadda ilaa Hal-abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
Noocyada
لا خلق واحدا منه بالطبع.
بل يحاول مسكويه إثبات صحة كل مقدمة منطقيا كما سيفعل ابن رشد فيما بعد في إثبات زيف كل استدلال وكل مقدمة من حجج الأشاعرة في علم الكلام؛ لذلك يحيل مسكويه إلى كتاب الأخلاق وكتاب «المقولات» لأرسطو في آن واحد. أما التأسيس العملي على التربية فيرى أرسطو، مثل جالينوس ومسكويه، أن الناس ليسوا أخيارا بالطبع كالرواقيين، ولا أشرارا بالطبع، بل فيهم أولئك وهؤلاء، ويمكن الانتقال من أحدهما إلى الآخر بالتأدب والتعليم عند البعض بسرعة، وعند البعض الآخر ببطء؛ ففي مراتب الناس في التعليم يزيد مسكويه على أرسطو منهج المشاهدة والعيان في تربية الأطفال، وليس مجرد تحليل عقلي للفضائل لوضع ما ينبغي أن يكون؛ نظرا للاتفاق عند مسكويه بين العقل والطبيعة، بين ما ينبغي أن يكون وما هو كائن؛ فإذا كان كتاب «الأخلاق» عند أرسطو لا ينتفع به الأحداث الحسيون كثيرا، بل الحكماء وحدهم، فإن مسكويه يحاول تعميمه، ويجعله مفيدا للاثنين، للأحداث وللحكماء، انتقالا من الخاصة إلى العامة، ومن النخبة إلى الجمهور، ومن التأمل العقلي إلى الكمال الخلقي، وإسماعا للأحداث لصوت الحكمة حتى يتم تشويقهم إليها والصعود إليها على مراتب، وإبرازا للتمايز بين الآخر والأنا؛ «أرسطو يقول أما أنا فأقول»؛ أرسطو الحكيم فقط، ومسكويه المربي والحكيم؛ وأرسطو صاحب النظر فقط، ومسكويه صاحب النظر والعمل، انتقالا من اليونان إلى المسلمين.
4
ويعقد مسكويه خطبه في تناول الخير المطلق والسعادة الإنسانية من أجل معرفة الغاية القصوى التي تطلب بالأفعال الإرادية، ثم يبين اتفاق أرسطو معه فيها؛ فأرسطو هو الشارح، ومسكويه هو المشروح؛ أرسطو هو القارئ، ومسكويه هو المقروء؛ ثم يقوم مسكويه بتجميع كل ما قاله أرسطو في الموضوع وليس اقتفاء أثر كتاب واحد، ثم يسلطه على الموضوع الذي يعرفه مسكويه ليظهر مدى الاتفاق بين الاثنين مع الاستعانة في فهم أرسطو بأقوال المفسرين. وعندما يبدأ مسكويه بذكر الفرق بين الخير والسعادة يذكر ألفاظ أرسطو اقتداء به وتوفية لحقه، الألفاظ وحدها دون المعاني والأشياء طبقا لمنطق التشكل الكاذب.
5
ويقسم أرسطو الخيرات إلى أربعة أنواع كما يرويها فرفوريوس؛ الشريفة، والممدوحة، والتي بالقوة، والنافعة؛ كما يفعل الأصولي في تقسيم الأحكام الشرعية الخمسة. ومعيار القسمة لديه الصورة والمادة؛ فالأفعال الشريفة صورة بلا مادة،
6
ثم ينقل مسكويه ذلك إلى الحضارة الإسلامية، فيجعل ما سماه أرسطو الصورة عطية من الله وموهبة للناس، وتتحقق السعادة عند أرسطو في الدنيا وكذلك في الإسلام. ويتأكد العقل اليوناني بالبداهة العقلية الإسلامية؛ فالعقل أساس النقل. والاستشهاد بأرسطو لإثبات فكرة واضحة، مثل أن الشيء الفاضل أجل من أن يمدح؛ فالمدح زيف،
قتل الخراصون . ويفعل الناموس نفس الشيء في قوله: إن الدنيا ناموس عادل. والناموس من عند الله كما أنه من عند الحاكم أو من الدنيا، ويظل الناموس الإلهي قدوة لها كلها، وهو تصور إسلامي لسنن الكون وسنة الشريعة.
7
Bog aan la aqoon