Laga soo bilaabo Tarjumaada ilaa Hal-abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Noocyada
فالمؤرخون فلاسفة، والفلاسفة مؤرخون، والوعي التاريخي لديهم هو الوعي الفلسفي، كما أن الوعي الفلسفي هو نتيجة الوعي التاريخي.
2
ويمكن عرض المؤلفات التي دونت الفلسفة بثلاثة مناهج: (أ)
المنهج التاريخي الذي يتم طبقا له ترتيب هذه المؤلفات زمنيا لمعرفة تطور طرق التدوين، نشأتها وذروتها ونهايتها، مما يكشف عن مسار الوعي الفلسفي التاريخي، ابتداء من القرن الثالث حتى هذا القرن، القرن الرابع عشر. وربما يكشف عن تطور النص التاريخي كنوع أدبي. وقد مضى الآن عقدان من الزمان من بداية القرن الخامس عشر استمرارا للقرن الماضي. ويكشف هذا التسلسل الزماني عن الحقائق التالية:
3 (1)
ظهور الوعي التاريخي مبكرا منذ عصر الترجمة وعند المترجمين، خاصة حنين بن إسحاق، واستمراره على أكثر من ألف عام؛ فالترجمة تدل على وعي تاريخي عند المترجم بالتدوين ونقل الحضارة الحديثة للحضارة القديمة، احتراما لها، واعتزازا بها في مسار حضاري واحد متصل. (2)
تبلور النص كوحدة مستقلة منذ عصر الترجمة في صيغة نوادر للفلاسفة والحكماء، كما فعل أيضا حنين بن إسحاق؛ فالقول أهم من القائل، والنص له الأولوية على المؤلف، والفكرة هي الماهية، والمعبر عنها هو العرض. (3)
ظهور الوعي التاريخي الفلسفي عند المشتغلين بالفلسفة أنفسهم كعمل فلسفي على تاريخ الفلسفة. فتاريخ الفلسفة يكتبه الفلاسفة، ويدونه أهل الدار وليس الغرباء، آل البيت وليس الدخلاء. المؤرخون فلاسفة يدونون صنعتهم. وقد تدهور الأمر في النهاية منذ القرن الماضي عندما دون الفلسفة مؤرخون لأي شيء ولكل شيء في آن واحد. فأصبح الفلاسفة جزءا من التاريخ العام. (4)
الفلاسفة المؤرخون هم الأطباء، مثل: حنين بن إسحاق، وابن جلجل، وابن هندو. وهم أيضا الوراقون مثل ابن النديم، ومؤرخو الديانات مثل البيروني، والمتكلمون مثل الشهرستاني والفلاسفة الخلص مثل السجستاني وابن فاتك، ومؤرخو الطبقات مثل القفطي وابن أبي أصيبعة وابن خلكان والكتبي، والمؤرخون الخلص مثل صاعد وابن خلدون، أو العلماء أصحاب النظرة الشاملة للعلوم كالخوارزمي والسكاكي وحاجي خليفة وإسماعيل باشا، أو أصحاب القواميس والموسوعات المحدثون مثل رضا كحالة والزركلي. (5)
تناثر البنية وتجزئتها في التاريخ؛ فالقول كمادة للتدوين يظهر في البداية عند حنين بن إسحاق، وفي المنتصف عند ابن هندو والمبشر بن فاتك. وهو أفضل نوع أدبي لأنه يؤرخ للأقوال وليس لأصحابها، وللماهيات وليس للأعراض. والتأريخ للوافد والمورث كمرآة مزدوجة تعكس صورة كل منهما في الآخر تظهر في البداية عند الخوارزمي والسجستاني، وفي الوسط عند البيهقي. وتاريخ الحضارات العامة والخاصة يظهر في البداية عند صاعد وفي النهاية عند ابن خلدون. وتقسيم العلوم يظهر في البداية عند ابن النديم وفي الوسط عند السكاكي والخوارزمي (أبو بكر) وفي النهاية عند طاش كبري زاده وحاجي خليفة وفؤاد سزكين. وأسماء الأعلام في البداية عند ابن الفرضي كما تظهر في الوسط عند القفطي وابن أبي أصيبعة وابن خلكان والشهرزوري وفي النهاية عند الزركلي ورضا كحالة.
Bog aan la aqoon