254

Laga soo bilaabo Tarjumaada ilaa Hal-abuurka

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

Noocyada

18

وقد تم انتحال وصايا أم الإسكندر إلى ابنها وخوفها وجزعها عليه من أهوال الحرب على نمط جزع أم موسى على طفلها موسى بعد أن ألقته في اليم:

وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ، وجزع يعقوب على فقدان ابنه يوسف. وهناك رسالة الإسكندر إلى أمه ورسالة أرسطو أيضا إليها، تعبيرا عن البر بالوالدين وحسن معاملتهما.

وتبرز الألقاب في عملية الإبداع باعتبار أن الألقاب أوصاف مثالية للمبدع، مثل وصف أم الإسكندر ابنها بالضعيف المتأله بناء على أنواع الحكماء عن السهروردي أستاذ الشهرزوري المتوغل أو المتوسط أو الضعيف في التأله والبحث معا أو في أحدهما دون الآخر على درجات متفاوتة.

19

وأعطي الإسكندر لقب ذي القرنين حتى يتم توحيده مع ذي القرنين المذكور في القرآن. وعندما يراسل الإسكندر أمه يكتب : «من عبد الله الإسكندر.» فليس من المعقول أن نبي الله ذا القرنين لا يكون اسمه عبد الله. ويدعو في رسالته الله: «رب أنلني رضاك، فكل ملك باطل سواك.» ويزينها ببيت الشعر الصوفي، ويدعو في النهاية للجميع بالتوفيق.

20

وتشبه قصة ولادة الإسكندر ولادة إسماعيل بعد عقم أبيه، وولادة مريم بعد عقم زكريا، وظهور حية لأبيه في المنام تخبره بأنه سيكون له ولد: «لقد وهب الله لك غلاما يحيي ذكرك ويقوم به نسلك.» وقد من الله تعالى على هذا العصر به. وقد رد أرسطو على فيليبوس والد الإسكندر حامدا الله الذي جعله أهلا لما آتاه من العلم. وقد عرف الإسكندر ببعض الإنذارات أنه سيموت في رومية المدائن، ومات فيها كما يتنبأ الأنبياء. ولماذا لا يتنبأ وهو ذو القرنين. تدور الشائعات حول موته كما يحدث في مولد ووفاة كل زعيم حول قتل خدمه له بالسم.

21

وفتوحات الإسكندر وأقواله وتحدياته ومواعظه لأعدائه وفي مقدمتهم دارا ملك الفرس الذي فرض الجزية على اليونانيين بعد هزيمتهم، أعطت الفرصة للإبداع الحضاري وتخيل رسائله المدونة والشفاهية إلى الملوك. فكتب إلى دارا: «من الإسكندر بن الفيلسوف إلى دارا بن دارا.» فهو ابن الفيلسوف أرسطو، بنوة مجازية وليست حرفية. ويقرؤه السلام: «سلام الله»، ويحثه على طاعة الله والتوحيد، وترك عبادة الأوثان والشمس والنار.

Bog aan la aqoon