Laga soo bilaabo Tarjumaada ilaa Hal-abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
Noocyada
ويكون الانتحال في موضوعات يسهل التعشيق فيها مثل خلود النفس، وكأن أفلاطون أصبح ابن سينا آخر في القصيدة العينية. ويركز الانتحال في النفس على عدة مستويات: صلة النفس بالبدن، وصلتها بنفسها كجوهر مستقل، وقواها ثم إدراكاتها الحسية والعقلية. فالنفس متصلة بالجسم ولكنها ليست جسما. ولو كانت جسما لم تلاق جسما دفعا ولزاد ثقله. تموت الأجسام وتحيا النفوس. وموت النفس جهلها، وحياتها علمها، وموت الأنفس الجزئية في عالم الكيان. وإن كانت النفس ظاهرة في هيكل الإنسان فهي بالفروع أشغل منها بالأصول. وإن كانت غائرة فهي إلى الأصول أقرب. والنفس في الشخص تغالب طبيعته ولا تعرف إلا بالفعل. والنفس صورة وبالتالي فهي أول. وهي لا تموت لأنها حية بحياة إلى الأبد.
والنفس كالملك والطبيعة كخادم. تجلب الطبيعة الهواء الطيب للنفس لتروحها. فإذا فسدت ردته النفس إليها فتطرب لها الطبيعة. فإذا دخل الهواء الطيب ردته الطبيعة في أجزائها بمقادير متناسبة، فتصدر ألحانا تطرب لها الطبيعة، نظرة موسيقية لعلاقة النفس بالبدن، تعبر عن روح أفلاطون. تطرب النفس عند حركة الأوتار لأن الطبيعة تحرك الهموم. فالموسيقى صلة النفس بالطبيعة، والنغمة الحادة أسرع إلى الأذن من الثقيلة. والطبيعة للنفس كالزوجة للرجل، البدن للداخل والنفس للخارج. ولا يصح للزوجة أن تجور على الزوج أو للزوج أن يجور على الزوجة. ويطلب من الإنسان الحلو الجوهر أولا ثم العادي ثم النفس الصناعي. والنوم غوص القوى في عميق المغوص. وجميع مسام البدن تتفتح بتفتح الجنين.
ليس للنفس جوهر سوى الحياة، وجوهر الحياة الحركة. صارت النفس في أفق الحيوان لاحتياجه للحركة. والحركة طلب وهرب كالماضي والآتي، وهما متصلان. النفس قائمة بذاتها. وعلة هبوطها إلى هذا العالم الاستطاعة. وحد النفس بدء حركة ما خارج، والطبيعة بدء حركة ما داخل. القائم بذاته حده داخل فيه، والذي ليس قائما بذاته حده خارج عنه.
55
والعوالم ثلاثة: عالم العقل علمي، وعالم النفس قوائي، وعالم الطبيعة نسلي. والمنزل منزلان: العقل والنفس. ولو نزلت النفس لاختارت العقل. والنزول إلى النفس أصوب لعلاج الناس كما بين أفلاطون في كتاب «أقراطيس ». والنفس من خمسة أوائل: الجوهر، والهوية وهي المعقولات، والغيرية وهي المحسوسات، والحركة، والسكون. النفس في حركة وسكون، لها صحة وسقم، حياة وموت. صحتها الحكمة، وسقمها الجهل، وحياتها أن تعرف خالقها، وتتقرب إليه بالبر، وموتها بأن تجهل خالقها، وتتباعد عنه بالفجور. والأوائل أربعة: الزمان نحو الطبيعة، والمكان نحو النفس، والدهر نحو العقل، والأزلية نحو العلة الأولى.
56
وإدراك الشيء من حيث علته وحقيقته أن ينطبع في النفس بكامله. وللنفس أشكال لا يمكن التعبير عنها بالكلام. واللجاج عسر انطباع المعقولات في النفس. وينشغل الأحداث بالحفظ أولا قبل انشغالهم بالفكر. والعقل الذي فينا جوهر كلي، وشخص جزئي. ومعرفة طبع الرجل باستشارته لمعرفة جوره وعدله. والعقل والمعقول شيء واحد. وقوة حفظ الإنسان تنقص من تمييزه بقدرها. فهما قوتان متضادتان. التمييز فعل، والحفظ انفعال.
ويرى البصر صورة الشيء في ذاته لا في المحسوس. وإذا خرج نور البصر على غير زاوية قائمة أبصر الصغير كبيرا والكبير صغيرا. والبصر والمبصر اثنان بتوسط الهواء. والبصر والسمع يدركان الأشياء في وحدة وكثرة في آن واحد. والوحدة علة الكثرة. وإذا كان الحاس والمحسوس شيئا واحدا فإن العقل والمعقول ليسا كذلك. العقل الكلي هو المعقولات. والعقل متصل بصورة المعنى لا بصورة الجوهر. والعقل لا يألم في طلب معرفة الأشياء. وبعض الأشياء تعقل بألم، والبعض بدونه. والعقل بلا ألم صورة العقل. والكل لا يألم لأنه لا يدرك إلا ذاته. العلم وقوع البصر على الأشياء الكلية، والحفظ جمود الوهم. وأحيانا يكون الوهم إبداعا؛ إذ يحتاج المرء أن يصفي الفكر والوهم، الفكر نحو المعلوم، والوهم نحو المحسوس. العلم يدرك الصور المعقولة، والوهم يدرك الصور المحسوسة. والسمع مجانس للبصر والذوق للحس، والشح متوسط بينهما. طلب العقل صورة الشيء من ذاته، وهيولته من الحس. العقل يعقل ذاته. فهو عقل ومعقول كما صرح بذلك في «طيماوس». والمعقول الأول فعل محض. عالم العقل علمي، وعالم النفس قوائي، وإدراك آنية الشيء من جهة العقل إدراك لميته، وإدراكها من جهة الصورة ليس إدراكا للمية لأن الآنية واللمية في العقل شيء واحد . ولا تدرك المائية بنسبة اللمية. الحس يأخذ الأشياء عن قرب، والفكر عن بعد. الحس لا ينتج والفكر ينتج. المعرفة تذكر والعلم ثباته. الحس يجد الثقيل ثقيلا، والعقل يجد الثقيل في نفسه. الجزء في الحس والكل في العقل.
57
ويمكن الإحاطة بالأشياء بلا تعلم واكتساب باستقصاء كنه الشيء، وهو أقرب إلى المعرفة الحدسية.
Bog aan la aqoon