Laga soo bilaabo Tarjumaada ilaa Hal-abuurka

Hasan Hanafi d. 1443 AH
196

Laga soo bilaabo Tarjumaada ilaa Hal-abuurka

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

Noocyada

وعند زينون الأكبر أن فناء الصور وبقاءها في علم الباري تعالى، والعلم يقتضي بقاءها، والباري قادر على أن يفني العوالم كلها. الأصول هو الله والعنصر فقط، فالله هو العلة الفاعلة، والعنصر هي العلة المنفعلة، والباري متحرك.

22 (2) سقراط وأفلاطون وأرسطو

وسقراط من تلاميذ فيثاغورس. اقتصر من الفلسفة على العلوم الإلهية. أعرض عن ملاذ الدنيا جامعا بين النظر والعمل. حاجج رؤساء الملة بالأدلة والبراهين على التوحيد. آراؤه في المعاد ضعيفة مثل سائر حكماء اليونان. كلامه رمزي، وعاش ما يناهز مائة وسبعة أعوام. قال إن العقول مواهب والعلوم مكاسب مثل تعريف الأحوال والمقامات عند الصوفية. وقال إن خير الأمور أوسطها، أسلمة للأخلاق أو توافقا للحضارات. وهو شاعر يدعو إلى الزهد والبعد عن زخرف الدنيا:

إنما الدنيا وإن وقعت

خطرة من لحظ ملتفت

وتحدث عنه البيروني؛ لأنه صوفي زاهد كما تحدث عن أفلاطون أكثر مما تحدث عن أرسطو. وهو موحد بالله كما لاحظ مسكويه والشهرزوري. لا ينقل علومه من ميت عن ميت، بل من الحي الذي لا يموت. غلب عليه الزهد والتنسك، شامي ناسك زاهد يعبد الله. وقف في أوجه الملوك والحكام. وله نوادره. وتكلم عن النفس التي تصير إلى القدس وحرم قتلها. شهد عليه سبعون شيخا أنه نقد آلهتهم وحكموا عليه بالموت دون أن ينزعج كما هو الحال عند الشهرزوري. حاور تلاميذه. ولما سئل عن ماهية الرب أجاب بأن القول فيما لا يحاط به جهل؛ توجها من النظر إلى العمل مثل السؤال عن الروح والإجابة بأنها من أمر الرب. ولما سئل عن علة خلق العالم أجاب بأنها جود الله. ناهض ذوي الشرك بالحجج والأدلة فأثاروا العامة عليه.

23

ولتعظيم سقراط يضاف ألف ولام التعريف فيصبح السقراط. وهو مثل الرسول، خالف اليونان في الدين، وقابل ذوي الشرك بالحجاج والأدلة، فثوروا العامة عليه وألجئوا ملكهم إلى قتله. ويستشهد بسقراط على أهمية الحكمة، فهي من الله. لذلك قال: «أف، كل من قال من يحضرنا يزعم أنه حكيم، وإنما الحكيم أيها الرجال هو الله سبحانه وتعالى.» وهو في رواية الآمدي مسلم موحد بالله. اقتصر على المعارف الإلهية، وأعرض عن ملاذ الدنيا، وواجه الشرك بالأدلة والحجج، وثور العامة مما أدى إلى قتله، فهو شهيد لحرية الفكر.

سقراط هو المتأله الزاهد الحكيم، موحد بالله. خالف اليونانيين في عبادة الأصنام بالحجج والأدلة. فالباري تعالى واضع وخالق كل شيء؛ أي مقدر كل شيء، وعزيز أي ممتنع أن يضام، حكيم أي محكم الأفعال ومتكلم، وكذا سائر الصفات. أقصى أوصافه أنه الحي القيوم. شرط الحياة الإلهية إماتة النفس، خوف الله ومحبته ومراقبته، عجب السياسة الإلهية تقريب الأضداد. معرفة حق الله عز وجل في العبادة والتقوى. كتب لعزاء أحد الملوك أن الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى، وبلوى الدنيا سبب ثواب الآخرة. وإذا كانت عبادة الأصنام ضارة لسقراط فإنها نافعة للملك، فالوعي الفردي اليقظ شيء والوعي الجماعي الخامل شيء آخر. ثم ينتقل سقراط من العقيدة إلى الشريعة. فإرضاء الله في لزوم الجماعة والعمل بالشريعة. الحكمة سلم العلو إلى الباري عز وجل والإخلاص في الشرائع. من عرف الله حق معرفته وما يرضيه لم يحتج ما يربطه بالسيئات. ثم استحم وصلى قبل الشهادة وقال: «إني أسلمت نفسي إلى قابض أنفس الحكماء.» فسقراط حكيم صوفي إشراقي كالسهروردي، يقرأ المؤرخ نفسه فيه. فالعقول مواهب والعلوم مكاسب كما يقول الصوفية: الأحوال مواهب والمقامات مكاسب. تعامل مع أفلاطون تعامل الشهرزوري مع المريد، الجواب والسؤال في المحاورات.

24

Bog aan la aqoon