Laga soo bilaabo Tarjumaada ilaa Hal-abuurka

Hasan Hanafi d. 1443 AH
194

Laga soo bilaabo Tarjumaada ilaa Hal-abuurka

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

Noocyada

14

أول ما خلق الله الأعداد. والله مبدأ أول. بدء الخلق والوجود من الله سبحانه وتعالى، ونفوسنا ينبغي أن تكون منصرفة إلى الله. فهو يؤمن بالخلق والبعث، ويدعو إلى التمسك بالشرائع.

وبالرغم من أنه لا توجد حضارة قديمة عظمت اليونان قدر الحضارة الإسلامية، يحكم البيروني على أقوال فيثاغورس بالخرافات. هو الفيلسوف المتأله، نفس ألقاب حكيم الإشراق. وعظ النفوس وحثها على الجهاد والإكثار من الصيام وبشر ببقاء النفوس ومعادها. والباري تعالى واحد كالآحاد. وحدة الباري قبل الدهر، ووحدة العقل مع الدهر، ووحدة النفس ووحدة الزمان بعد الدهر. والوحدة إما بالذات كالله أو بالعرض كالمخلوقات. الوجود والخلق من الله سبحانه، وهدف النفس انصرافها إلى الله. ومعرفة الله مشروطة بالانصراف عن الناس، ومعرفة الله باليسير من الكلام. والحكمة خالصة لله ومحبتها متصلة بمحبة الله. ومن أحب الله عمل بمحبته وقربه منه الله فحيا وفاز. والإنسان والحكيم المراقب لله سبحانه هو عند الله معروف. والمتقدم عند الله من الحكيم ليس بالكلام بل بالأفعال. والأفعال الجليلة بالفعل لا بالقول. والكلام في الله جل وعلا يجب أن تتقدمه الأعمال التي يرضاها الله عز وجل. والأفعال الكثيرة في الله سبحانه علامة تقصير الإنسان عن معرفته. ليست الضحايا والهدايا والقرابين بكرامات لله تعالى ولكن الاعتقاد الذي يليق به. وانشغال النفس بالله تجعل الأفعال منه. لسان الرجل المتخرص غير المرتاض، وصلواته وضحاياه نجاسة عند الله. لذلك يدعو فيثاغورس إلى التمسك بالأفعال بداية بالله الرب عز وجل، وجعل كل الزمان مصروفا في طاعة الله. والقول يشفعه العمل. فليس لسان الحكيم متقدما عند الله تعالى ذكره بالتكرمة بل أفعاله التي يريدها الله تعالى منا، ولذلك خلقنا. والحصول على النفس الجليل بالفعل لا بالقول. والكلام في الله يجب أن تتقدمه الأعمال التي يرضاها الله عز وجل. والحكمة لله خالصة، ومحبتها متصلة بمحبة الله تعالى، ومن أحب الله تعالى عمل. وفيثاغورس صاحب أقوال ومقامات مثل الصوفية؛ المراقبة والطهارة والتوكل والرضا والمحبة. ويركز على بعض المقامات والأحوال الصوفية مثل التوكل على الله دون التشكك فيه. أساس مخافة الله الرحمة. والرضا يؤدي إلى الفضيلة الإلهية. والإنسان الحكيم المراقب لله تعالى معروف عند الله. وليس لله تعالى في الأرض موضع أولى من النفس الطاهر. ومن الأحسن للإنسان أن يحيا على سرير من خشب وهو حسن التوكل على الله عز وجل أفضل من سرير من ذهب وهو متشكك في الله عز وجل. والرضا يقرب إلى الفضيلة، والرجل المحبوب عند الله تعالى هو الذي لا يذعن لأفكاره القبيحة. والرحمة أساس مخافة الله. وجميع الحياة في طاعة الله سبحانه وتعالى، رجاؤه دائما لله ومع الله عز وجل. وكلام الاستواء هو أطيب بخور يقرب إلى الله عز وجل. ومع ذلك ليست الضحايا والقرابين كرامات لله تعالى جل ذكره.

15

وفي العصور المتأخرة أيضا أقواله كلها حكم إسلامية صوفية تركز على الزهد وتدل على حال الأمة في هروبها إلى التصوف، التمسك بالله، والإيمان بالآخرة، والابتهال إلى الله، وبتوفيق الله والالتزام بأوامره ونواهيه حتى دون إشارات إسلامية مباشرة واضحة. فالروح غير الحرف. وهي ثنائية موجودة في كل تصوف، تتم الإحالة إليها في العادات والملل السابقة والأمم المتقدمة. ويبدو البعد السياسي بالنصائح الأخلاقية الموجهة إلى الملوك، والدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قد يكون التصوف ذاته دعوة سياسية بالابتعاد عن العالم للسلطان يفعل كما يشاء خاصة لو تمت صياغات أقوال لمدح السلطان. وقد يكون نقدا سياسيا واجتماعيا مقنعا في ثوب ديني لا سياسي. وقد أخذ فيثاغورس الحكمة من معدن النبوة، وهو الحكيم الفاضل ذو الرأي المتين والعقل الرصين. الباري واحد كالآحاد، لا يدخل في العدد، ولا يدرك بالعقل أو النفس.

16

وطاليس تعلم الحكمة في مصر، وأقواله كلها إسلامية إيمانية أخلاقية إنسانية. يعقد حوارات مع حوارييه مثل المسيح ومحمد. وكل قول له سبب نزول مثل آيات القرآن. وكل حكاية بها رواية وقول مبشر كما هو الحال في علم الحديث، السند والمتن. وهو صاحب مدرسة فكرية منها مانقسانس، أنكساجوراس، أرملاوس، في مقابل مدرسة فيثاغورس، سقراط وأفلاطون وأرسطو، مدرسة الطبائعيين في مقابل مدرسة الرياضيين.

17

ويدخل الوافد في الموروث. فإذا قال طاليس إن أصل الأشياء هو الماء، فإن الموروث يحمله داخل:

وكان عرشه على الماء ،

Bog aan la aqoon