Laga Soo Guurista Ila Abuurista
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Noocyada
29
وأخيرا، يطالب ابن رشد القراء بمراجعة شرحه وأحكامه حتى يتبين له صحة شروحه. فالتجربة المشتركة خير ضمان للموضوعية. وفي هذه الحالة يمكن إصدار الحكم والتقييم للشروح السابقة بناء على مراجعة الأجيال القادمة.
30 (2) الوافد
وبطبيعة الحال للوافد أولوية على الموروث من حيث الكم. فالشرح للوافد وما الموروث إلا الوعاء. الوافد هو المضمون، والموروث هو الصورة، وبمقارنة أعلام الوافد يتكاثر تردد الأسماء من النص إلى الشرح خاصة كبار الأعلام مثل أرسطو والإسكندر وأفلاطون وأحيانا سقراط، أعلام النص من الشرح لأنها أقل أهمية، بيئية خاصة، لا تفيد كثيرا في شرح المعنى. فالشرح هنا يقوم بوظيفة التلخيص في الأسماء الساقطة، وأحيانا يزيد الشرح أعلاما ليست في النص لوضع النص في إطار أعم في تاريخ الفلسفة اليونانية ابتداء من مقارنته مع غيره من الأعلام. ونادرا ما يتناقص تردد الاسم في الشرح عنه في النص إلا إذا كان مثلا يضرب، ففي هذه الحالة يقل ظهوره في الشرح مثل قلياس في الألف الكبرى. وهناك فرق بين ورود أسماء الأعلام داخل النص الشارح وورودها داخل النص المشروح. فالأول ذو دلالة أولى لأنه الوافد. في ذهن ابن رشد. بينما الثاني ذو دلالة ثانية لأنه من ذكر أرسطو، واختيار ابن رشد هذا النص دون غيره. قد تكون دلالته في تحليل النص اليوناني بقراءة داخل الحضارة اليونانية بقياس الوعي التاريخي عند فلاسفة اليونان، وتبدو أهميته أنبادقليس على أرسطو.
31
وبطبيعة الحال أن يغيب أرسطو من النص ويظهر في الشرح؛ لأن المؤلف لا يتحدث عن نفسه. وإذا ظهر فإنه من المترجم أو الناسخ. وقد تقل أسماء الأعلام للغاية مثل مقالة الهاء فلا يظهر إلا أفلاطون في النص يضاعف ثلاث مرات في الشرح وكأنه الموضوع قد بدأ في التحول من الأسماء المشخصة إلى الموضوع المستقل، خطوة نحو التأليف والإبداع، ومثل المقالة الثامنة مقالة الهاء التي تخلو كلية من أسماء الأعلام في النص أو الشرح. وتتطلب زيادة أعلام الشرح على النص معرفة وثيقة بتاريخ الفلسفة اليونانية حتى يمكن وضع الجزء في إطار الكل.
وواضح طغيان شخصية الإسكندر أيضا في الشرح حتى ولو لم يرد في النص مما يدل على أهمية شروح الإسكندر وصورته في الوعي الجمعي حتى في هذا العصر المتأخر عند ابن رشد. فالإسكندر هو أعلى الأسماء ترددا على الإطلاق في النص أو الشرح. ويظهر المترجمون والشراح المسلمون مثل يحيى بن عدي ويحيى النحوي.
32
وإذا كانت ميزة هذا الرصد الكمي هو معرفة وضع أسماء الأعلام وزيادة نسبتها بين النص والشرح فإن عيبه هو تقطيع الموضوع الواحد وضياع وحدته وبالتالي الاكتشاف بالشكل دون الدخول في المضمون. والحقيقة أن هذا التحليل الكمي إنما يهدف لمعرفة آليات الشرح وليس مضمون النص الذي هو موضوع المجلد الثالث «الإبداع». (أ) أرسطو
وبطبيعة الحال يأتي أرسطو في مقدمة الوافد كله، ولا يشرح ابن رشد أرسطو فحسب ولكنه يعترف له بحقه، ويوجب له الشكر لنفسه وللجميع كما شكر أرسطو القدماء مع قلة ما كان عند القدماء من معرفة الحق، وعظم ما أتى به أرسطو من الحق من بعدهم، وانفرد به عنهم حتى كمل عنده. ويتم شكر أرسطو عن طريق العناية بأقاويله وشرحها وإيضاحها لجميع الناس. لقد بدأت الفلسفة بالكندي في رسالته إلى المعتصم بالله في الفلسفة الأولى معترفا للقدماء بمساهمتهم في الحق، وانتهت بوجوب شكر القدماء في حضارة تقوم على الموروث وفي بؤرته الوحي، ومن يدري فربما كان أرسطو وأفلاطون وسقراط أنبياء أرسلهم الله لبني يونان
Bog aan la aqoon