Laga Soo Guurista Ila Abuurista
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Noocyada
1
وقد يكون الشرح توضيحا لسؤال على نحو موضوعي إخباري وليس بالضرورة تأويلا وقراءة وإعادة صياغة. ويذكر أرسطو بطريقتين؛ أرسطو وأرسطاطاليس على التبادل. وربما يكون الخلاف في الشكل من الناسخ مما يدل على عدم استقرار الترجمة بالنسبة إلى الأعلام. وربما يرجع الخلاف لتصور الزائد أداة رفع تحذف حين الترجمة، ولكن ما زال أرسطوطاليس هو الشكل الغالب.
والترجمة العربية القديمة مفقودة. ولا يوجد منها إلا ما نقله ابن رشد في تفسيره فصلا بين النص المشروح والنص الشارح. كل فقرة تبدأ ب «قال» أو «يقول». ويذكر ابن رشد ترجمة إسحق. وربما من الناسخ. وربما كان لدى ابن رشد أكثر من ترجمة، منها ترجمة إسحق؛ لذلك حرص على الإحالة إلى واحدة توخيا للدقة في تحديد النص المشروح. ويشير إلى نسخ أخرى لنفس الترجمة أو لترجمات عربية أخرى. فهل كانت لديه نسخ من نفس الترجمة أم من ترجمات أخرى؟ ربما هو مجرد افتراض عقلي يساعد على فهم سبب اختلاف الشراح في المنهج إذا استحال حل الإشكال عن طريق الفهم الخالص والتأويل. فقد يرجع اختلاف المعنى إلى اختلاف الترجمات. وقد يكون الوضوح معنويا في الفكرة وليس كذلك في القراءة أو في القراءة وليس كذلك في الفكرة. كما يشير ابن رشد إلى نظيف بن أعين. فهل هو مترجم أو ناسخ أم مصحح؟ ويبين أن سبب سوء الفهم إنما يرجع إلى نقص في الترجمة عندما يجد أرسطو يعدد المقالات ويذكرها إلا البعض منها أو أنه يعد بذكر شيء ولا يذكره نسيانا أو خطأ. وكيف ينسى الحكيم؟ الاحتمال الأقرب هو نقص الترجمة سواء من الناسخ أو انخرامها بسبب التآكل والبلى أو محو الخطوط بفعل الزمن. وبروح الأمانة العلمية إذا ما استعصى على ابن رشد اختيار إحدى الترجمتين يذكرهما معا بالرغم من صعوبة فهم الترجمتين. وأحيانا يصحح الترجمة أو النسخة بفهمه للنص ويقترح زيادة أو نقصانا عليها حتى يصحح المعنى، وهو ما يعادل النقل المعنوي عند الأصوليين والمحدثين. بل يشعر ابن رشد بكمال النص وتمامه إذا ما أفاد المعنى.
2
ويستعمل ابن رشد الترجمة والنسخة على التبادل دون تمييز دقيق بينهما. فالترجمة من بين ترجمات عديدة، والنسخ من ترجمة واحدة. ويذكر اسم المترجم إسحق وترجمة أخرى مخالفة فيها قول زائد يذكره من أوله إلى آخره حتى يشرح نص أرسطو بالكامل. وقد طبعت هذه الزيادة بخط صغير على هامش أعلى يمين الصفحة. قد تكون من ابن رشد أو من الناسخ أو من المصحح والمراجع.
3
ويوحي بالنقص عدم اتصال الكلام أو وجود بياض بالنسخة ومحاولة إكماله من نسخة أخرى. يشعر ابن رشد بنقص الوثيقة التاريخية فكريا وبضرورة إكمالها. يتعامل تاريخيا مع النص فإن استعصى أكمله بالفكر. اتصال الكلام إذن هو السبيل لاتصال النص، وهذه المشكلة، تعدد النسخ، موجودة في النص اليوناني نفسه، يشير إليها الإسكندر. وربما عذر ذلك المترجم العربي. ويعارض ابن رشد حكم الإسكندر في المقارنة بين النسخ إذ يعتبر الإسكندر أن النسخة الأولى الأجود طبقا للشكل بينما يعتبر ابن رشد أن النسخة الثانية أجود طبقا لمضمون النسخة وغرض المقال. فالفكر أحد مصادر التوثيق. كما يراجع النص المختلط بكلام الإسكندر مفرقا بين النص والشرح ومراجعة النص على ترجمة أخرى للإيقان وكأننا في موضوع التعارض والتراجيح في علم الأصول. ويذكر اختلافات النص اليوناني، فهل راجع على الأصل اليوناني؟ وهل كان يعرف اليونانية؟ وهي الرومية أم أن هذه المعلومات من الترجمة العربية ونسخها المختلفة.
4
النص إذن وثيقة تاريخية. ومهمة ابن رشد ليست فقط شرحها بل ضبط صحتها وكأننا في القرآن في النقل الكتابي أو مع الحديث في النقل الشفاهي في حضارة أهم ما يميزها إبداع وجوه النقل. كيف إذن تخلط هذه الحضارة بين أرسطو وأفلوطين خلطا تاريخيا بين النصوص وليس إكمالا ذهنيا للمذهب؟ إن مهمة ابن رشد هي التعرف على الخلط بين النصوص من أجل التمييز بينها. ويشعر في كثير من الأحيان أن بعض النصوص المنسوبة إلى أرسطو ليست له حرصا على النسبة الصحيحة للنصوص إلى مؤلفيها. وهذا هو الذي أدى به إلى اكتشاف أن أثولوجيا أرسطوطاليس ليست له لاختلاف روحها عن روح نصوص أرسطو الصحيحة بل للشيخ اليوناني أفلوطين قبل الاستشراق الغربي الذي استأثر بالنقد التاريخي للنصوص في عصوره الحديثة استيعابا لاجتهادات القدماء.
5
Bog aan la aqoon