271

Laga Soo Guurista Ila Abuurista

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع

Noocyada

11

وتم عرض منفعة علم ما بعد الطبيعة «في كتاب النفس» في استكمالها لقواها الناطقة لحصولها على كمالها الأخير. وقد تبين فيه أيضا موضوع الكلي في الذهن، المعنى الذي كان به الكلي كليا، جوهر مفارق واحد بعينه أي معقول المعقولات. كما تبين فيه أن العقل خاص بالقوة الناطقة. وقد تبين في كتاب النفس أن المعقول كمال العاقل وصورته، وقد لخص «السماء والعالم» أن الفعل مقترن بالقوة أبدا. والأمور الأزلية لا تشوبها القوة، ولا يحدث فيها تغير من القوة إلى الفعل. كما بان فيه تتبع الأجزاء بعضها بعضا عن محرك واحد وهي منفصلة عنه، وأن الأسطقسات ضرورة معلومة عن الحركة العظمى، واستكمال الجسم المستدير. ولم يكن في المحرك الذي تبين وجوده في السادسة عشرة من الحيوان كفاية في محرك دون محرك الكل. ويحال إلى «الكون والفساد» لمعرفة الهيولى ومراتبها. وقد تعرضت السابعة والثامنة من «السماع الطبيعي» إلى تقدم القوة على الفعل.

12

ومن أسماء الفرق يتصدر القدماء ثم اليونانيون، ثم الفلاسفة والمعشرون والأقدمون من الطبيعيين، والحدث، وأصحاب الرواق، وأصحاب المظلة.

13

لقد أخطأ القدماء أخطاء منطقية في أمور واضحة بذاتها ومن ثم تكون مهمة علم ما بعد الطبيعة حل تلك المغالطات لأن حل الشكوك الواقعة في الموضوعات جزء من تمام المعرفة بعد حصولها بالجوهر. وقد ظن بعض من سلف من القدماء أن الموجود واحد، تاركين أنفسهم للمحسوس وانقيادهم إلى أقاويل سوفسطائية. ناقضهم أرسطو فيها في المقالة الأولى من السماع الطبيعي. اعتبروا الواحد مرادفا للموجود. وقد اختلف القدماء فيما يتقوم به هذا الجوهر المحسوس. وهي كلها آراء فاسدة، تبين بطلانها في العلم الطبيعي مثل القول بالجزء الذي لا يتجزأ. وهو نفس موقف ابن رشد في نقد دليل المتكلمين في «مناهج الأدلة». ولقد أقر جميع القدماء بوجود المادة. وحكى أرسطو عن بعضهم وهو ديموقراطس أنه كان يحصر فصول الأشياء في ثلاثة فقط: الشكل، والوضع، والترتيب. هذه الأبعاد الثلاثة الموجودة في الهيولى الأولى هي التي أجمع القدماء عليها. وقد أقر جل القدماء السابقين على أرسطو أن القوة متقدمة على الفعل.

14

وجرت عادة اليونانيين على استعمال الاسم المشتق وليس الاسم الصحيح. فلكل لغة أساليبها في الصفة والنسبة. وقد اشتهر عند الفلاسفة أن القوة هي الاستعداد للوجود بالفعل. ووصف الشعراء اليونانيون الاضطرار بأنه مؤذ ومحزن، وعند أصحاب المظلة المادة الأولى مصورة بالأبعاد. ورأى الأقدمون من الطبيعيين تقدم المحسوسات الجزئية إلى الكليات العقلية. وشعر الحدث منهم بالسبب الصوري وتصوره على غير ما هو عليه، واعتقدوا أن المعقول خارج الذهن وهو أحرى بالوجود من محسوسه. واعتبروا الواحد سبب كثرة الموجودات. وجعل كثير من القدماء الكثرة عدم الوحدة لأن العدم أخس من الملكة، والملكة أشرف من العدم. والحقيقة أن الوحدة عدم الكثرة لأن العدم أشرف من الموجودات الدينية، والترتيب على طريقة الأخرى والأولى والأخلق وهي عادة المفسرين. (2) الموروث

ويظهر الموروث بصورة واضحة أكثر من الجوامع المنطقية والطبيعية نظرا لإمكانية التعشيق بسهولة بين الوافد والموروث في الإلهيات. فيتصدر ابن سينا على الإطلاق وكأن جوامع ما بعد الطبيعة قد كتبت ضده. ثم محمد بن عبد الله، والفارابي، والغزالي، والزرقالي.

15

Bog aan la aqoon