Laga Soo Guurista Ila Abuurista
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
Noocyada
21
ولا يخطئ ابن رشد أرسطو القدماء دائما بل يحمد القدماء في طلبهم علة المشاهدة؛ فطلب العلة هو الفلسفة الحق. بل يتعرف ابن رشد وأرسطو معا على مقصد القدماء وغرضهم. لكلام القدماء ظاهر وباطن وفي حاجة إلى تأويل ومع ذلك غمضت بعض المواقع على المفسرين.
22
ومن الوافد الشرقي يظهر اسم الكلدانيين الذين يتفقون مع آراء الإسلاميين واليونانيين على أن الجرم موطن الروحانيين والملائكة. فقد كانت لديهم حكمة موجودة قديما، ويحقق ابن رشد المناط على طريقة الفقهاء عندما يتحدث أرسطو عن أقاويل الآراء السالفة في الأحقاب الدائرة ويعينهم ابن رشد بالكلدانيين وقولهم إن في الوجود شيئا من الأشياء المتحركة فاسدا ومنقضى وشيئا دائم الوجود غير فاسد ولا منقضى، وليس لحركتها بداية ولا نهاية. هو نهاية كل نهاية، وغاية كل غاية، والمحيط بكل محيط، تام غير ناقص.
23
ومن الموروث يتصدر ابن سينا ثم الفارابي.
24
ويبدو الفارابي شارحا أرسطو مثل ثامسطيوس ومتفقا معه فلا خلاف بين المفسرين في ظاهر كلامهم لشرح السماء والعالم في أن الجرم السماوي لا موضوع له. وهو رأي الفارابي أي مذهبه، وأحيانا يتشكك أبو نصر على أرسطو وهو أن المعنى الموجود للسماء من هذه الجهات مقول بالتشكيك. والواقع أن المقدمات المشهورة قد تستعمل بوجه ما في البرهان خاصة في الأشياء التي ليس بأيدينا فيها مبادئ إلا من هذا الجنس. وإن لم يفهم مذهب أرسطو حسب هذا القول تلحق شكوك ليس يخلو منها كما عرض لأبي نصر وغيره.
25
ولكن ابن سينا هو الذي انحرف كلية عن أرسطو؛ فقد تابع الإسكندر في بعض مقالاته وقال إن واجب الوجود قسمان؛ واجب الوجود بذاته وممكن الوجود بذاته واجب بغيره؛ ظانا أن هذا ما يوافق مذهب أرسطو. كما اعتقد ابن سينا أن الجرم السماوي المتحرك عن الصورة المحركة له مؤلف أيضا من صورة ومادة؛ ومن ثم لزم الشك، ولوجب الاعتقاد أنه يوجد شيء أزلي فيه إمكان الفساد من غير أن يفسد. ولا عجب أن يخفى هذا المعنى على ابن سينا والإسكندر مع أنه يسلم أن الجرم السماوي بسيط غير مركب من مادة وصورة، وذلك ظاهر من قوله في شرح مقالة اللام.
Bog aan la aqoon